للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

يحتاج إلى تنصيص وتخصيص. وأما تعمق الجري وراء العموميات، لاستفادة مثل ذلك، فغير مقنع" (١).

٧ - التعقب على الإشارات التي يفهمها بعض المُفسرين من الآيات، ومن ذلك:

أ - عند تفسيره لقوله تعالى ﴿وَحَسِبُوا أَلَّا تَكُونَ فِتْنَةٌ فَعَمُوا وَصَمُّوا ثُمَّ تَابَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ ثُمَّ عَمُوا وَصَمُّوا كَثِيرٌ مِنْهُمْ﴾ [سورة المائدة: ٧١] عقَّب على قول الزمخشري: بأن قوله تعالى: ﴿فَعَمُوا وَصَمُّوا﴾ إشارة إلى عبادتهم العجل (٢). ووصفه القاسمي: بأنه بعيد (٣).

ب - وعند تفسيره لقوله تعالى: ﴿وَإِذِ اعْتَزَلْتُمُوهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ فَأْوُوا إِلَى الْكَهْفِ يَنْشُرْ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيُهَيِّئْ لَكُمْ مِنْ أَمْرِكُمْ مِرْفَقًا﴾ [سورة الكهف: ١٦] عقَّب على ابن كثير والسيوطي، بزعمهما أن الآية تفيد مشروعية العزلة واستحبابها مطلقا (٤). فقال: " زعم قوم أن الآية تفيد مشروعية العزلة واستحبابها مطلقا. وهو خطأ. فإنها تشير إلى التأسي بأهل الكهف في الاعتزال" (٥).

[٨ - التعقب على المعنى الذي لا تؤيده نظائر الآيات، ومن ذلك]

أ - عند تفسيره لقوله تعالى: ﴿وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ﴾ [سورة البقرة: ٣٤] عقَّب على المعتزلة الذين قالوا: أن الملائكة أفضل من البشر (٦).

قال القاسمي: أهل السنة قالوا: إبليس من الملائكة، وصالح البشر أفضل من الملائكة، واحتجوا بسجود الملائكة لآدم. وخالفت المعتزلة في ذلك وقالت: الملائكة أفضل من البشر،


(١) محاسن التأويل: القاسمي (١١/ ٤١١٠)، وسيأتي المزيد من الأمثلة في الدراسة التطبيقية.
(٢) انظر: الكشاف: الزمخشري (١/ ٦٦٣)، وانظر: مفاتيح الغيب: الرازي (١٢/ ٤٠٧).
(٣) انظر: محاسن التأويل: القاسمي (٦/ ٢٠٩٦).
(٤) انظر: تفسير القرآن العظيم: ابن كثير (٥/ ١٤٢)، وانظر: الاكليل: السيوطي (ص: ١٧٠).
(٥) محاسن التأويل: القاسمي (١١/ ٤٠٣٠).
(٦) انظر: مفاتيح الغيب: الرازي (٢/ ٤٣٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>