للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

٣٩ - قوله تعالى: ﴿إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُمْ مُدْخَلًا كَرِيمًا (٣١)[سورة النساء: ٣١].

قال القاسمي: وعندي أن الصواب هو الوقوف في تعداد الكبائر على ما صحت به الأحاديث. فإن رسول الله مبين لكتاب الله ﷿، أمين على تأويله. والمرجع في بيان كتاب الله تعالى إلى السنة الصحيحة. كما أن المرجع في تعريف الكبيرة إلى العد دون ضبطها بحد. كما تكلفه جماعة من الفقهاء، وطالت المناقشة بينهم في تلك الحدود. وإن منها ما ليس جامعا. ومنها ما ليس مانعا. فكله مما لا حاجة إليه بعد ورود صحاح الأخبار في بيان ذلك (١).

• أقوال أهل العلم في المرجع من تحديد الكبائر من حيث التعريف:

القول الأول: أن الكبائر محصورة بعدد ما ورد في السنة الصحيحة، ونصّت عليه أنه كبيرة.

القول الثاني: أن الكبائر غير محصورة بعدد معين، فكل ما نهى الله عنه ورسوله فهو كبيرة.

أصحاب القول الأول:

منهم من قال بأن الكبائر سبع: الواردة في حديث " اجتنبوا السبع الموبقات" (٢) وهو مروي عن عبيد بن عمير الليثي (٣)، وعطاء (٤).


(١) محاسن التأويل: القاسمي (٥/ ١٢٠٨).
(٢) أخرجه البخاري، كتاب الوصايا، باب قوله تعالى: ﴿إن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلما﴾، برقم: (٢٧٦٦)، وأخرجه مسلم، كتاب الإيمان، باب بيان الكبائر وأكبرها، برقم: (٨٩).
(٣) وهو: عبيد بن عمير بن قتادة الليثي الجندعي المكي، الواعظ، المفسر، ولد: في حياة رسول الله ، وحدث عن جماعة من الصحابة، وطائفة، وكان من ثقات التابعين وأئمتهم بمكة، مات سنة ٧٤ هـ. ينظر: سير أعلام النبلاء: الذهبي (٤/ ١٥٦).
(٤) أخرج أقوالهم ابن جرير الطبري في تفسيره (٦/ ٦٤٥، ٦٤٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>