ابتداء اللَّيْلِ وهو غروب الشمس بحيث لا يرى في الأفق الشرقي بياض وحمرة منها" (١).
القزويني (٢): " وأما وقت الصبح، فإنما سمي صبحا لحمرته، ويقال: إن صباحة الوجه إنما سميت للحمرة صباحة، والصبح الحمرة" (٣).
• دراسة المسألة:
في تفسير هذه الآية أورد القاسمي ﵀ بعضًا من الروايات الواردة فيها في المراد بالخيط الأبيض والأسود، ومن ذلك:
ما رواه الإمام أحمد عن قيس بن طلق (٤) عن أبيه: أن رسول الله ﷺ قال: "ليس الفجر المستطيل في الأفق. ولكنه المعترض الأحمر" (٥).
ورواه الترمذي بلفظ: "كلوا واشربوا ولا يهيدنكم الساطع المصعد، وكلوا واشربوا حتى يعترض لكم الأحمر" (٦).
وأورد القاسمي قول بعضهم: المراد بالأحمر الأبيض، كما فسر به حديث: "بعثت إلى الأحمر والأسود" (٧).
والذي يظهر والله أعلم أن شمر لم يُرد من تسمية الخيط الأبيض بالأحمر بأنه تطيرا
(١) الفواتح الإلهية: النخجواني (١/ ٦٦). (٢) وهو: أحمد بن فارس بن زكريا القزويني، الإمام، العلامة، اللغوي، المحدث، أبو الحسين أحمد بن فارس بن زكريا بن محمد بن حبيب القزويني، المعروف بالرازي، مات سنة ٣٩٥ هـ. ينظر: سير أعلام النبلاء: الذهبي (١٧/ ١٠٣). (٣) حلية الفقهاء: القزويني (ص: ٧٣). (٤) وهو: قيس بن طلق بن علي الحنفي اليماني، تابعي مشهور، أورده عبدان المروزي، والمستغفري، وأبو بكر بن أبي علي في أصحابه. ينظر: الإصابة: ابن حجر (٥/ ٤٢١). (٥) رواه أحمد في مسنده (٢٦/ ٢١٩) برقم: (١٦٢٩٢) وحسنه محققوا المسند. (٦) سنن الترمذي، أبواب الصوم، باب ما جاء في بيان الفجر، برقم: (٧٠٥) قال الألباني: حديث حسن صحيح. (٧) أخرجه الدارمي في مسنده، كتاب السير، باب الغنيمة لا تحل لأحد قبلنا، (٢/ ٨٠٩) برقم: (٢٤٨٨) قال المحقق: رجاله ثقات.