قال مقاتل في تفسيره: قالت اليهود: لست مُرْسلا يا محمد، لم يبعثك الله رسولا فأنزل الله ﷿: ﴿قُلْ﴾ لليهود: ﴿كَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ﴾ يقول: ويشهد مَنْ عنده من عنده التوراة عبد الله بن سلام، فهو يشهد أنِّي نبي رسول مكتوب في التوراة" (١).
ووجه الدلالة: أنه احتج عليهم بقول من عنده علم الكتاب وهو عبد الله بن سلام - على القول بأن الآية نزلت فيه- (٢)، فالله شهيد بقوله وفعله، وعبد الله بن سلام شهيد بقوله، والله أعلم.
• النتيجة:
يظهر من خلال ما تقدم ذكره من أقوال أهل العلم في هذه المسألة، أن الراجح هو هو ما ذهب إليه أصحاب القول الثاني من أن الشهادة في قوله تعالى: ﴿قُلْ كَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ﴾ عامة في القول والفعل، لما تقدم إيراه من الأوجه التي تؤيد ذلك، والله أعلم.
* * *
(١) تفسير مقاتل بن سليمان (٢/ ٣٨٤). (٢) ذهب جمع من المفسرين برد القول أنها نزلت في عبد الله بن سلام، كابن عطية في المحرر الوجيز (٥/ ٦٢٦)، والقرطبي في الجامع لأحكام القرآن (١٢/ ٩٩)، وغيرهم، وعلى التسليم بما ذهبوا إليه، فتحمل الآية على جنس يشمل علماء أهل الكتاب كما يقول ابن كثير ﵀ في تفسيره (٤/ ٥٩٣).