للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

البغوي: " ﴿وَلَوْلَا أَنْ يَكُونَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً﴾ أي: لولا أن يصيروا كلهم كفارا فيجتمعون على الكفر" (١).

ابن عطية: "ولولا كراهية أن يكون الناس كفارا كلهم وأهل حب في الدنيا وتجرد لها لوسَّع الله تعالى على الكفار غاية التوسعة ومكنهم من الدنيا" (٢).

السخاوي: " ﴿وَلَوْلَا﴾ كراهة ﴿أَنْ يَكُونَ النَّاسُ﴾ كلهم على ملة واحدة، وهي الكفر، لو سعنا على الكفرة أكثر مما وسعنا؛ لحقارة أمر الدنيا عنده" (٣).

أصحاب القول الثاني:

ابن زيد: "قوله: ﴿وَلَوْلَا أَنْ يَكُونَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً﴾: «لولا أن يختار الناس دنياهم على دينهم، لجعلنا هذا لأهل الكفر» " (٤).

الكرماني: " ﴿وَلَوْلَا أَنْ يَكُونَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً﴾ أي: مجتمعين على اختيار الدنيا على الآخرة" (٥).

• دراسة المسألة:

من خلال التأمل في أقوال أهل العلم واستقراء ما ذكره المفسرون في تأويل الآية، يتبين أن الصواب من أقوالهم: ما ذهب إليه أصحاب القول الأول من أن المراد من قوله تعالى: ﴿وَلَوْلَا أَنْ يَكُونَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً﴾، أي: لولا كراهية اجتماعهم على الكفر، وهو الذي عليه أكثر المفسرين (٦)، وذلك من أوجه:


(١) معالم التنزيل: البغوي (٧/ ٢١٢).
(٢) المحرر الوجيز: ابن عطية (٨/ ٦٢١)، وانظر: غرائب القرآن: النيسابوري (٦/ ٩١)، وانظر: الجواهر الحسان: الثعالبي (٥/ ١٨٠).
(٣) تفسير القرآن العظيم: السخاوي (٢/ ٣٠٢)، وانظر: مدارك التنزيل: النسفي (٣/ ٢٧٢).
(٤) أخرجه ابن جرير الطبري في تفسيره (٢٠/ ٥٨٨).
(٥) لباب التفاسير: الكرماني (ص: ٢٧٤٠).
(٦) نص على هذا الثعلبي في الكشف والبيان (٢٣/ ٤٣١)، والقرطبي في الجامع لأحكام القرآن (١٩/ ٣٨)، والشوكاني في فتح القدير (٤/ ٦٣٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>