قال القاسمي:(أم) للاستفهام التقريري بمعنى الهمزة. أي أنهم من بين آياتنا آية عجيبة. وجَعلُها منقطعة مقدرة بـ (بل والهمزة، والاستفهام للإنكار) - أي إنكار حسبانهم آية عجيبة بالنسبة إلى آياته الكبرى- فيه بعد. لأن سياق النظم الكريم، أعني سوقها مفصلة منوها بها، ما هو إلا لتقرير التعجب منها (١).
• أقوال أهل العلم في نوع الاستفهام في قوله تعالى: ﴿أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ﴾:
القول الأول: أن الاستفهام للتقرير، للإثبات أن أصحاب الكهف آية من آيات الله.
القول الثاني: أن الاستفهام للإنكار، أي إنكار حسبانهم آية عجيبة بالنسبة إلى آياته الكبرى.
أصحاب القول الأول:
مجاهد:"قوله: ﴿أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كَانُوا مِنْ آيَاتِنَا عَجَبًا﴾ كانوا يقولون هم عجب"(٢). ومعنى كلامه: هم عجب، وليس هو على طريقة الإنكار عنده (٣).
الزهراوي (٤): " تحتمل الآية معنى آخر، وهو أن تكون استفهاما له، هل عَلِمَ أن
(١) محاسن التأويل: القاسمي (١١/ ٤٠٢٥). (٢) أخرجه ابن جرير الطبري في تفسيره (١٥/ ١٥٦). (٣) الهداية: مكي بن أبي طالب (٦/ ٤٣٢٧). (٤) وهو: عمر بن عبيد الله بن يوسف بن حامد الزهراوي القرطبي، الإمام، العالم، الحافظ، المجود، محدث الأندلس مع ابن عبد البر، كان معتنيا بنقل الحديث وجمعه وسماعه، مات سنة ٤٥٤ هـ. ينظر: سير أعلام النبلاء: الذهبي (١٨/ ٢١٩).