للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

١٤٥ - قوله تعالى: ﴿سَيَقُولُونَ ثَلَاثَةٌ رَابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ وَيَقُولُونَ خَمْسَةٌ سَادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ رَجْمًا بِالْغَيْبِ وَيَقُولُونَ سَبْعَةٌ وَثَامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ قُلْ رَبِّي أَعْلَمُ بِعِدَّتِهِمْ مَا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا قَلِيلٌ فَلَا تُمَارِ فِيهِمْ إِلَّا مِرَاءً ظَاهِرًا وَلَا تَسْتَفْتِ فِيهِمْ مِنْهُمْ أَحَدًا﴾ [سورة الكهف: ٢٢].

قال القاسمي: (الواو) في الآية من المحكي لا من الحكاية. فيدل على ثبوته عند القائل لا عند الله، فلا يكون من الإيماء في شيء. وجواب بعضهم بأنه تعالى لما حكى قولهم قبل أن يقولوه هكذا، لقنهم أن يقولوه إذا أخبروا عنه بهذه العبارة، وبأنه لا مانع أن تكون من الحكاية- بعيد غاية البعد، وتكلف ظاهر، وإغراب في القول (١).

• أقوال أهل العلم في دلالة (الواو) في قوله تعالى: ﴿وَيَقُولُونَ سَبْعَةٌ وَثَامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ﴾ الآية:

القول الأول: أن (الواو) من المحكي لا من الحكاية، أي من القائلين لا من عند الله تعالى.

القول الثاني: يجوز أن تكون (الواو) من الحكاية، أي أن الله تعالى لقنهم أن يقولوا هذا القول.

أصحاب القول الأول:

الثعلبي: " ﴿رَجْمًا بِالْغَيْبِ وَيَقُولُونَ سَبْعَةٌ وَثَامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ﴾ وقال المسلمون: كانوا سبعة وثامنهم كلبهم، فحقق الله تعالى قول المسلمين وصدقهم" (٢).

البغوي: " ﴿وَيَقُولُونَ﴾ يعني: المسلمين ﴿سَبْعَةٌ وَثَامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ﴾ " (٣).


(١) محاسن التأويل: القاسمي (١١/ ٤٠٤٠).
(٢) الكشف والبيان: الثعلبي (١٧/ ٨٥)، بتصرف.
(٣) معالم التنزيل: البغوي (٥/ ١٦١).

<<  <  ج: ص:  >  >>