الثالث: أن الله تعالى أمر نبيه بالتذكير بعد الأمر بالتولي، فقوله تعالى: ﴿وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ﴾ معطوف على قوله تعالى: ﴿فَتَوَلَّ عَنْهُمْ﴾ أي فتولّ عن هؤلاء المعاندين الضالين، ولا ترهق نفسك بالجري وراءهم، ولكن ذلك لا يمنعك من أن تدعوهم وتذكرهم، ومما يدخل في أساليب التذكير: الحكمة، والموعظة الحسنة، والمجادلة بالتي هي أحسن، والله أعلم.
• النتيجة:
بعد ذكر ما تقدم من أقوال أهل العلم في هذه المسألة، يتبين أن الصواب هو ما ذهب إليه أصحاب القول الأول من أن المراد بالآية: الاعراض عن المشركين إذا لم يستجيبوا وأصروا في العناد، أو الاعراض عن مقابلتهم بالأسوأ، وليس المراد: النهي عن المجادلة، لما تقدم إيراده من الأوجه الدالة على ذلك، والله أعلم.