وبهذا يتبين أن كُلا من الفريقين له ما يؤيده من نظائر الآيات، أو ما يشهد له من اللغة، ولا ما نع من حمل الآية على المعنيَيْن، إذ ليس في ظاهر المعنيَيْن التعارض، وإذا أمكن حمل الآية على المعنيَيْن والجمع بينهما، بأن يُقال: وما أنتم بمعجزين الله في الأرض ولا في السماء لو كنتم فيها، ولا من في السماء من الجن أو الملائكة بمعجز. حُملت على ذلك، قد تقدم تقرير القاعدة التي تدل على ذلك (١).
• النتيجة:
يتبين من خلال ما تقدم ذكره من أقوال أهل العلم في هذه المسألة، أن الصواب بأن يُقال أن كُلا من المعنيَيْن محتمل، فيجوز أن يكون المراد: وما أنتم بمعجزين في الأرض، ولا في السماء لو كنتم فيها. ويجوز أن يكون المراد: وما أنتم بمعجرين في الأرض، ولا الذين في السماء بمعجزين، لما تقدم إيراده من الأوجه التي تؤيد كُلا من ذلك، والله أعلم.
* * *
(١) انظر تقرير هذه القاعدة في مسألة (٨٧) ص: (٥٦٧).