للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

٨٨ - قوله تعالى: ﴿قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِلِقَاءِ اللَّهِ حَتَّى إِذَا جَاءَتْهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً قَالُوا يَاحَسْرَتَنَا عَلَى مَا فَرَّطْنَا فِيهَا وَهُمْ يَحْمِلُونَ أَوْزَارَهُمْ عَلَى ظُهُورِهِمْ أَلَا سَاءَ مَا يَزِرُونَ﴾ [سورة الأنعام: ٣١].

قال القاسمي: ﴿قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِلِقَاءِ اللَّهِ﴾ أي: ببلوغ الآخرة وما يتصل بها، أو هو مجرى على ظاهره، لأن منكر البعث منكر للرؤية- قاله النسفي- (١) والثاني هو الصواب، وإن اقتصر كثيرون على الأول، وجعلوه استعارة تمثيلية لحالهم بحال عبد قدم على سيده بعد مدة، وقد اطلع السيد على أحواله. فإما أن يلقاه ببشر لما يرضى من أفعاله، أو بسخط لما يسخط منها- فإنه نزعة اعتزالية، ولا عدول إلى المجاز ما أمكنت الحقيقة (٢).

• أقوال أهل العلم في المراد من التكذيب بلقاء الله في قوله تعالى: ﴿قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِلِقَاءِ اللَّهِ﴾:

القول الأول: أن المراد: المعنى الحقيقي وهو: إنكار البعث بعد الممات.

القول الثاني: أن المراد: المعنى المجازي وهو: بلوغ الآخرة وما يتصل بها.

أصحاب القول الأول:

الطبري: " ﴿الَّذِينَ كَذَّبُوا بِلِقَاءِ اللَّهِ﴾، يعني: الذين أنكروا البعثَ بعد الممات، والثواب والعقابَ، والجنةَ والنارَ، من مشركي قريش ومَنْ سلك سبيلهم في ذلك" (٣).

السمرقندي: " ﴿قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِلِقَاءِ اللَّهِ﴾ يعني: غبن الذين جحدوا بالله، وبالبعث حين اختاروا العقوبة على الثواب" (٤).


(١) مدارك التنزيل: النسفي (١/ ٤٩٩).
(٢) محاسن التأويل: القاسمي (٦/ ٢٢٣٨).
(٣) جامع البيان: الطبري (٩/ ٢١٤).
(٤) بحر العلوم: السمرقندي (١/ ٤٤٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>