للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

فكذا هاهنا. والله أعلم" (١).

والجواب: أن هذا من أمثلة القياس الفاسد، إذ لا يلزم من كون الجيش متفرقين ألا يكون بعضهم عنده، وهكذا في حق الملائكة، فمنهم من يكون عنده في المكان، ومنهم من لا يكون عنده.

وأيضًا يقال: أن تخصيص الملائكة دون غيرهم من الرسل يدل على عندية المكان، ومما يدل على ذلك قوله تعالى مثلا: ﴿وَلَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَنْ عِنْدَهُ﴾ فقد أخبر الله تعالى عن ملكه العام، ثم أخبر عمن هم عنده من خلقه، فلا تحتمل إلا عندية المكان، والله أعلم.

• النتيجة:

من خلال ذكر ما تقدم من أقوال أهل العلم في هذه المسألة، يتبين قطعًا أن الحق هو ما عليه أصحاب القول الأول من أهل السنة والجماعة، أن العندية في قوله تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ عِنْدَ رَبِّكَ﴾ تدل على إثبات العلو لله تعالى، لما تقدم إيراده من الأدلة والأوجه الدالة على ذلك، والله أعلم.

* * *


(١) مفاتيح الغيب: الرازي (١٥/ ٤٤٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>