للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

فكان النبي يُغْزِي أصحابه على أنَّ العشرة للمائة، والواحد للعشرة، فكانوا كذلك" (١).

السخاوي (٢): " ﴿وَمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ﴾ معطوف على اسم الله، أي: يكفيك الله، ويكفيك المؤمنون" (٣).

السمين الحلبي: " «مَنْ» مرفوعَ المحلِّ عطفاً على الجلالة، أي: يكفيك الله والمؤمنون، وبهذا فسَّر الحسن البصري وجماعة، وهو الظاهر، ولا مَحْذورَ في ذلك من حيث المعنى" (٤).

• دراسة المسألة:

أورد القاسمي في تفسيره كلام العلامة ابن القيّم في مقدمة (زاد المعاد) في تفسير هذه الآية: أي الله وحده كافيك، وكافي أتباعك، فلا يحتاجون معه إلى أحد. ثم قال: وها هنا تقديران:

أحدهما: أن تكون الواو عاطفة ل (من) على الكاف المجرورة، ويجوز العطف على الضمير المجرور بدون إعادة الجار، على المذهب المختار، وشواهده كثيرة، وشبه المنع منه واهية.

والثاني: أن تكون الواو واو (مع)، وتكون (من) في محل نصب عطفا على الموضع فإن (حسبك) في معنى كافيك، أي الله يكفيك، ويكفي من اتبعك، كما يقول العرب: حسبك وزيدا درهم، قال الشاعر:

إِذا كَانَتْ الهَيْجاءُ وانشقّت العَصا … فحسبُك والضَّحّاكَ سيفٌ مهنَّدُ

وهذا أصح التقديرين. وفيها تقدير ثالث، أن تكون (من) في موضع رفع بالابتداء، أي ومن اتبعك من المؤمنين، فحسبهم الله وفيها تقدير رابع، وهو خطأ من جهة المعنى، وهو أن


(١) معاني القرآن: الفراء (١/ ٤١٧)، وانظر: التبيان: أبو البقاء (٢/ ٦٣١).
(٢) وهو: الشيخ، الإمام، العلامة، شيخ القراء والأدباء، علم الدين، أبو الحسن علي بن محمد بن عبد الصمد بن عطاس الهمداني، المصري، السخاوي، الشافعي، نزيل دمشق، مات سنة ٦٤٣ هـ. ينظر: سير أعلام النبلاء: الذهبي (٢٣/ ١٢٢).
(٣) تفسير القرآن العظيم: السخاوي (١/ ٣٢١).
(٤) الدر المصون: السمين الحلبي (٥/ ٦٣٢)، وانظر: اللباب: ابن عادل الحنبلي (٩/ ٥٦٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>