للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

البغوي: " ﴿وَلَوْ أَنَّا كَتَبْنَا﴾ أي: فرضنا وأوجبنا، ﴿عَلَيْهِمْ أَنِ اقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ﴾ كما أمرنا بني إسرائيل" (١).

أبو حيان: "معنى الآية: أنه تعالى لو فرض عليهم أن يقتلوا أنفسهم، إما أن يقتل نفسه بيده، أو يقتل بعضهم بعضا، أو أن يخرجوا من ديارهم كما فرض ذلك على بني إسرائيل حين استتيبوا من عبادة العجل لم يطع منهم إلا القليل" (٢).

أصحاب القول الثاني:

البيضاوي: " ﴿أَنِ اقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ﴾ تعرضوا بها للقتل في الجهاد، أو اقتلوها كما قتل بنو إسرائيل" (٣).

النسفي: " ﴿أَنِ اقْتُلُوا﴾ أن هي المفسرة ﴿أَنْفُسَكُمْ﴾ أي تعرضوا للقتل بالجهاد" (٤).

الشربيني: " ﴿وَلَوْ أَنَّا كَتَبْنَا عَلَيْهِمْ أَنِ اقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ﴾ كما أمرنا بني إسرائيل، أو تعرّضوا بها للقتل بالجهاد" (٥).

محمد رشيد رضا: " الأحكام ليست منوطة بذوات المكلفين وشخوصهم، بل بصفاتهم وأعمالهم، أي: لو أمرناهم بقتل أنفسهم أي بتعريضها للقتل المحقق أو المظنون ظنا راجحا" (٦).

• دراسة المسألة:

من خلال استقراء أقوال المفسرين في المراد من قتل النفس الوارد في الآية، وما ذكروا فيها من معاني، يظهر أن القائلين بالمعنى الثاني بعيد كما قال القاسمي ، وذلك من


(١) معالم التنزيل: البغوي (٢/ ٢٤٦).
(٢) البحر المحيط: أبو حيان (٧/ ١٦٩).
(٣) أنوار التنزيل: البيضاوي (٢/ ٨٢).
(٤) مدارك التنزيل: النسفي (١/ ٣٧١).
(٥) السراج المنير: الشربيني (١/ ٣١٤).
(٦) تفسير المنار: محمد رشيد رضا (٥/ ١٩٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>