للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

[عنايته بالتفسير العلمي]

يظهر من خلال تفسير القاسمي -رحمه الله تعالى- اهتمامه بالتفسير العلمي أو بالآيات ذات المضامين العلمية، ولكنه مع ذلك لم يتحدث عن جميع الآيات التي فيها إشارات إلى العلم، ويظهر اهتمامه من خلال نقله عن بعض علماء الفلك.

ومن الأمثلة على ذلك: عند تفسيره لقوله تعالى: ﴿الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ فِرَاشًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَكُمْ﴾ [سورة البقرة: ٢٢] حيث قال: "قال بعض علماء الفلك في معنى الآية: أي كالبنيان يشد بعضه بعضًا فجميع السماوات أو الكواكب كالبناء المرتبط بعضه ببعض من كل جهة، المتماسك كأجزاء الجسم الواحد بالجاذبية التي تحفظ نظامها في مداراتها، وهو جذب الشمس لها" (١).

أبرز المآخذ التي استُدركت على القاسمي في تفسيره:

القاسمي كغيره من المفسرين الذين يصيبون ويُخطئون في تفسيرهم وآرائهم، ومن رحمة الله تعالى بعباده أن يُهيئ لهم من يكشف عن أخطائهم وزلاتهم، كي لا يُتابعون عليها، ويَستغفر لهم من قرأها وأدرك مُجانبتها للصواب، ولعلي أذكر بعضًا مما يؤخذ على تفسيره بعد جولات فيه:

أولا: كثرة النقول في تفسيره عن كل من هب ودب، وتكاد تكون نسبة النقل عن من سبقه في تفسيره تُشكل النصف أو أكثر، وقد ينقل عبارات ويستطرد في مسائل لا علاقة لها في تفسير الآية، فليته لم يُكثر من هذه النقول التي تُسبب الملل للقارئ والتقليل من قدر هذا التفسير، وقد يكون هذا السبب هو الذي جعل كثير من الناس يزهدون في تفسيره، والله أعلم.

ثانيًا: وجود نقولات عن التوراة والإنجيل في تفسيره: من ذلك ما نراه عند تفسيره عند قول الله تعالى: ﴿وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ آيَةَ مُلْكِهِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ فِيهِ


(١) انظر: محاسن التأويل: القاسمي (٢/ ٦٨، ٦٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>