قال القاسمي: تنبيه: لهم في التبديل وجهان: الأول- أنه تبديل حقيقي مادي. فيخلق مكانها جلود أُخر جديدة مغايرة للمحترقة. الثاني- أنه تبديل وصفي: أي أعدنا الجلود جديدة مغايرة للمحترقة صورة. وإن كانت عينها مادة. بأن يزال عنها الاحتراق ليعود إحساسها للعذاب. فلم تبدل إلا صفتها، لا مادتها الأصلية. وفيه بعد. إذ يأباه معنى التبديل (١).
• أقوال أهل العلم في المراد من تبديل الجلود من حيث ذات الجلد وصفته:
القول الأول: أن تبديل الجلود حقيقي، فيخلق الله مكانها جلودا أخرى جديدة مغايرة للمحترقة.
القول الثاني: أن تبديل الجلود مجاز عن إعادة صفة الجلود، بأن يزال عنها الاحتراق ليعود إحساسها للعذاب، فليس فيه تبديل لذات الجلد، وإنما صفته.
أصحاب القول الأول:
ابن عمر ﵁: ﴿كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا﴾: «إذا احترقت جلودهم بدلناهم جلودا بيضا أمثال القراطيس»، وبنحو ذلك روي عن قتادة، والربيع (٢).
السمرقندي:" كلما احترقت جلودهم بدلناهم يعني: جددنا لهم جلودا غيرها لأنهم إذا احترقوا خبت عنهم النار ساعة فبدلوا خلقا جديدا، ثم عادت تحرقهم، فهذا دأبهم فيها"(٣).
أبو حيان: "والتبديل على معنيين: تبديل في الصفات مع بقاء العين، وتبديل في
(١) محاسن التأويل: القاسمي (٥/ ١٣٢٨، ١٣٢٩). (٢) أخرج أقوالهم ابن جرير الطبري في تفسيره (٧/ ١٦٤، ١٦٣). (٣) بحر العلوم: السمرقندي (١/ ٣١١).