للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

الذوات بأن تذهب العين وتجيء مكانها عين أخرى، يقال: هذا بدل هذا. والظاهر في الآية هذا المعنى الثاني. وأنه إذا نضج ذلك الجلد وتهرى وتلاشى جيء بجلد آخر مكانه، ولهذا قال: جلودا غيرها" (١).

الشوكاني: "المعنى: أنها كلما احترقت جلودهم بدلهم الله جلودا غيرها، أي: أعطاهم مكان كل جلد محترق جلدا آخر غير محترق" (٢).

أصحاب القول الثاني:

الرازي: " يمكن أن يقال: هذا استعارة عن الدوام وعدم الانقطاع، كما يقال لمن يراد وصفه بالدوام: كلما انتهى فقد ابتدأ، وكلما وصل إلى آخره فقد ابتدأ من أوله، فكذا قوله: ﴿كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا﴾ يعني كلما ظنوا أنهم نضجوا واحترقوا وانتهوا إلى الهلاك أعطيناهم قوة جديدة من الحياة بحيث ظنوا أنهم الآن حدثوا ووجدوا، فيكون المقصود بيان دوام العذاب وعدم انقطاعه" (٣).

أبو السعود: " أي أعطيناهم مكان كل جلد محترق عند احتراقه جلدا جديدا مغايرا للمحترق صورة وإن كان عينه مادة بأن يزال عنه الاحتراق ليعود إحساسه للعذاب" (٤).

أبو زهرة: "ومن العلماء من قال: إن الجلد لا يتغير ذاته بل يتغير وصفه، فيخلق فيه هذا الإحساس بعد أن يبلى موضع الإحساس بالنار" (٥).

قال بعض المفسرين: أن التبديل يكون على صفة ذات الجلد، وإنما سماه «تبديلا»، لأن أوصافه تتغير (٦).


(١) البحر المحيط: أبو حيان (٧/ ١٤١).
(٢) فتح القدير: الشوكاني (١/ ٥٥٤).
(٣) مفاتيح الغيب: الرازي (١٠/ ١٠٦)، وانظر: اللباب: ابن عادل الحنبلي (٦/ ٤٢٩).
(٤) إرشاد العقل السليم: أبي السعود (٢/ ١٩١).
(٥) زهرة التفاسير: أبو زهرة (٤/ ١٧٢٠).
(٦) انظر: معالم التنزيل: البغوي (٢/ ٢٣٨)، وانظر: تفسير الراغب الأصفهاني (٣/ ١٢٧٩)، وانظر: المحرر الوجيز: ابن عطية (٣/ ١٩٧)، وانظر: أنوار التنزيل: البيضاوي (٢/ ٧٩)، وانظر: جامع البيان: الإيجي (١/ ٣٦٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>