قال القاسمي: قوله تعالى: ﴿مِنْ بَيْتِكَ﴾ أراد به بالمدينة، أو المدينة نفسها، لأنها مثواه. أي إخراجه إلى بدر. وزعم بعض أن المراد إخراجه ﷺ من مكة إلى المدينة للهجرة. وهو ساقط، برده سياق القصة البدرية في الآيات بعد (١).
• أقوال أهل العلم في المراد من قوله تعالى: ﴿كَمَا أَخْرَجَكَ رَبُّكَ مِنْ بَيْتِكَ بِالْحَقِّ﴾ (٢):
القول الأول: أن المراد: إخراج النبي ﷺ من المدينة إلى بدر لقتال المشركين.
القول الثاني: أن المراد: إخراجه ﷺ من مكة إلى المدينة للهجرة.
أصحاب القول الأول:
الواحدي:"معنى ﴿كَمَا أَخْرَجَكَ رَبُّكَ مِنْ بَيْتِكَ﴾ أمرك بالخروج من المدينة لعير قريش"(٣).
السمعاني:"الأكثرون على أنه في إخراجه من المدينة إلى بدر للقتال مع المشركين"(٤).
ابن عطية:" قوله: ﴿مِنْ بَيْتِكَ﴾ يريد من المدينة يثرب، قاله جمهور المفسرين"(٥).
الرازي:" قوله: ﴿مِنْ بَيْتِكَ﴾ يريد بيته بالمدينة أو المدينة نفسها، لأنها موضع هجرته/ وسكناه بالحق، أي إخراجا متلبسا بالحكمة"(٦).
(١) محاسن التأويل: القاسمي (٨/ ٢٩٥٤). (٢) ذكر هذا الخلاف الماوردي في تفسيره (٢/ ٢٩٥)، وابن الجوزي في تفسيره (٢/ ١٨٩). (٣) الوجيز: الواحدي (ص: ٤٣١). (٤) تفسير القرآن: السمعاني (٢/ ٢٤٨). (٥) المحرر الوجيز: ابن عطية (٤/ ٥٠٥). (٦) مفاتيح الغيب: الرازي (١٤/ ٤٥٦).