روى أحمد من حديث سعد بن أبي وقاص أنه قال:"سئل رسول الله ﷺ عن هذه الآية: ﴿قُلْ هُوَ الْقَادِرُ﴾ الآية. فقال: أما إنها كائنة، ولم يأت تأويلها بعد"(١).
قال الحافظ ابن حجر: وهذا يحتمل أن لا يخالف حديث جابر (٢)، بأن المراد بتأويلها ما يتعلق بالفتن ونحوها (٣).
قال القاسمي: أي: مما ستصدق عليها الآية، ولما تقع بالمسلمين. فقوله: إنها كائنة، أي: في المسلمين، لا أنها خطاب لهم، ونزولها فيهم- كما وهم- إذ يدفعه السياق والسباق، وتتمة الآية- كما لا يخفى- (٤).
• أقوال أهل العلم في المراد بالمُخاطبين في قوله تعالى: ﴿قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا﴾:
القول الأول: الخطاب لأهل الإيمان وأهل الصلاة، وفيهم نزلت الآية.
القول الثاني: الخطاب للمشركين، وفيهم نزلت الآية.
(١) أخرجه أحمد في مسنده (٣/ ٦٨) برقم (١٤٦٥)، وضعفه محققوا المسند. (٢) وهو قوله ﷺ لما نزلت الآية ﴿قل هو القادر على أن يبعث عليكم عذابا من فوقكم﴾ أعوذ بوجهك، الحديث. وسيأتي. (٣) فتح الباري: ابن حجر (٨/ ٢٩٢). (٤) محاسن التأويل: القاسمي (٦/ ٢٣٥٨).