للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

البغوي: " ﴿كُلَّمَا نَضِجَتْ﴾ احترقت ﴿جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا﴾ غير الجلود المحترقة" (١).

أبو حيان: "وأبعد من ذهب إلى أن هذا استعارة عن الدوام، كلما انتهى فقد ابتدأ من أوله يعني: كلما ظنوا أنهم نضجوا واحترقوا وانتهوا إلى الهلاك أعطيناهم قوة جديدة من الحياة" (٢).

أصحاب القول الثاني:

الرازي: وتقدم كلامه.

النيسابوري: " ﴿كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ﴾ أي: انقطعت بعض أماني نفوسهم الأمّارة ومقتضيات هواها. ولا يخفى حسن استعارة الجلود لآثار الشيء من حيث الظهور والاشتمال" (٣).

• دراسة المسألة:

الناظر في هذه المسألة وما ورد فيها من أقوال، يجد أنها قريبة من المسألة السابقة، فكلاهما من قبيل العدول عن ظاهر اللفظ الذي يدل على المعنى الحقيقي، إلى المجاز الذي يُخالف الظاهر.

ولا شك أن الحق في هذه المسألة مع أصحاب القول الأول، من أن تبديل الجلود تبديل حقيقي، وذلك من أوجه:

الأول: أن الواجب هو حمل ألفاظ القرآن على الحقيقة، كما هو منصوص في القاعدة: بأن نصوص الوحي تُحمل على الحقيقة (٤). وإذا تبين المعنى الحقيقي من المراد من تبديل الجلود فلا حاجة إلى العدول عنه إلى المعنى المجازي.


(١) معالم التنزيل: البغوي (٢/ ٢٣٧).
(٢) البحر المحيط: أبو حيان (٧/ ١٤١). وانظر: التفسير الوسيط: محمد طنطاوي (٣/ ١٨٦).
(٣) انظر: غرائب القرآن (٢/ ٤٣١).
(٤) انظر: ما تقدم ذكره في مسألة (٤٣) (ص:، وانظر: قواعد الترجيح: حسين الحربي (٢/ ٤٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>