للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

ثانيًا: تعريف التعقبات في الاصطلاح:

بحسب البحث والنظر في تعريف التعقبات عند المتقدمين والمتأخرين لا نجد أحدًا منهم عرَّفه بتعريف اصطلاحي صريح، ولعل السبب في ذلك والله أعلم أن معنى التعقبات كان مُستقرا في الأذهان عندهم، فلم تكن الحاجة ماسة بتعريفه تعريفًا جامعًا مانعًا.

ولكن عند النظر في المعنى اللغوي والمعاني التي تدور حول معنى التعقبات، يُمكن بذلك أن يُستخلص منها المعنى الإصطلاحي.

فالتعقب اصطلاحًا: تتبُّع عَلَم متأخِّرٍ لِعلم متقدِّمٍ أو في عصره بالتعليق على قوله، بنقدٍ، أو انتقاص، ورده وإبطاله.

وعرَّفه بعض المعاصرين بقوله: "نظر العالم استقلالا في كلام غيره أو كلامه المتقدم تخطأة أو استدراكًا" (١).

والمقصود بقوله: استقلالاً: أن لا يكون العالم قد نقل التعقب عن غيره.

ثالثًا: تعريف التعقب عند المفسرين:

من خلال ما تقدم من التعريف اللغوي والإصطلاحي توصل الباحث إلى أن معنى التعقب عند أهل التفسير: إتباع المفسر قولا يذكره عن من سبقه في بيان معاني القرآن الكريم بوصف فيه نقد لهذا القول، يُصلحه ويُبين الصواب منه.

فخرج بقول: "إتباع المفسر" ما عداه من أنواع الاختلاف المعتبرة بين المُفسرين، إذ إن التعقبات في التفسير بهذا المعنى يُعتبر نوعا خاصًا من أنواع الاختلاف في التفسير، يتميز عن مجرد عرض الأقوال الأخرى والاعتداد بها، بنوع من نقد أو انتقاص.

وخرج بقول: "في بيان معاني القرآن الكريم": إخراج لما عدا ذلك مما يذكره المفسر من مسائل يستطرد فيها وليست لها علاقة بتفسير الآية.


(١) تعقبات الحافظ ابن حجر على غيره من العلماء من خلال كتابه: تهذيب التهذيب: مناف توفيق سليمان (ص: ١٢)

<<  <  ج: ص:  >  >>