الوجه الثاني: أنه قد جاء الأمر بالتذكير والنصح في قوله تعالى: ﴿وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ﴾ يعني ذكر كل أحد، فمن الناس من ينتفع، ومنهم لا ينتفع، والذي ينتفع هو المؤمن (١).
• النتيجة:
يتبين من خلال ما تقدم ذكره من أقوال أهل العلم في هذه المسألة، أن الصواب أن تحمل الآية على المعنيين بحسب حال المدعو إن كان الأفضل في حقه الإعراض بترك دعوته إن كان معرضًا، أو بهجرانه والصفح عنه، بخلاف ما ذهب إليه القاسمي ﵀ من تعقبه على من قال بأن المراد من الإعراض في الآية: الإعراض عن دعوة من كان معرضا، بهذا الإطلاق، لما تقدم إيراده من الأوجه الدالة على ذلك لكلا الفريقين، والله أعلم.
(١) انظر: تفسير القرآن الكريم (من الحجرات إلى الحديد): العثيمين (ص: ٢٢٤).