للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

١٣٦ - قوله تعالى: ﴿وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَسْتَ مُرْسَلًا قُلْ كَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ (٤٣)[سورة الرعد: ٤٣].

قيل: جعل هذا شهادة (وهو فعل والشهادة قول) على سبيل الاستعارة، لأنه يغني عن الشهادة بل هو أقوى. انتهى.

قال القاسمي: ولا يخفى أن الشهادة أعم من القول والفعل. على أن المراد من تلك الحجج هي آيات القرآن والذكر الحكيم، وهي كلامه تعالى (١).

• أقوال أهل العلم في المراد من الشهادة في قوله تعالى: ﴿قُلْ كَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ﴾:

القول الأول: أن المراد من الشهادة: الفعل الذي يُغني عن القول، ومن شهادة الفعل: المعجزات.

القول الثاني: أن الشهادة في الآية عامة في القول والفعل، ومن شهادة القول: آيات القرآن.

أصحاب القول الأول:

ظاهر قول الرازي: "المراد من تلك الشهادة أنه تعالى أظهر المعجزات الدالة على كونه صادقا في ادعاء الرسالة، وهذا أعلى مراتب الشهادة لأن الشهادة قول يفيد غلبة الظن بأن الأمر كذلك. أما المعجز فإنه فعل مخصوص يوجب القطع بكونه رسولا من عند الله تعالى، فكان إظهار المعجزة أعظم مراتب الشهادة" (٢).

البيضاوي: " ﴿قُلْ كَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ﴾ فإنه أظهر من الأدلة على رسالتي


(١) محاسن التأويل: القاسمي (١٠/ ٣٦٩٣، ٣٦٩٤).
(٢) مفاتيح الغيب: الرازي (١٩/ ٥٤)، وانظر: اللباب: ابن عادل الحنبلي (١١/ ٣٢٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>