يذكرون بعده أشياء مناسبة ويطيلون فيها، ثم يعودون إلى ذلك الشيء الذي كانوا شرعوا فيه (١).
الخامس: من حيث الحال الذي كان عليه المسلمون أثناء خروجهم وسيرهم إلى الجهاد، من قلة الظهر، والزاد والماء وشدة الحر، وهذا لم يتفق في غير عسر في الخروج، واتباعه ﵇، في غير تبوك، وإنما مثل هذا العسر قد وقع أحيانا في مصاف القتال. وقد اتفق علماء الأثر والسير على تسميتها (غزوة العسرة)، ومن خرج فيها (جيش العسرة)(٢).
• النتيجة:
بعد ما تقدم بيانه من أقوال أهل العلم في هذه المسألة، يتبين أن الصواب هو ما عليه أصحاب القول الأول، والذي عليه أكثر المفسرين، من أن المراد من ساعة العسرة في الآية: وقت العسرة في غزوة تبوك، لما تقدم إيراده من الأوجه المؤيدة لذلك، والله أعلم.
* * *
(١) البحر المحيط: أبو حيان (١١/ ٤٥٢)، بتصرف. (٢) انظر: محاسن التأويل: القاسمي (٨/ ٣٢٨٧).