قال أبو حيان: "نازعت المعتزلة في كون لفظ اللقاء لا يراد به الرؤية ولا يفيدها. ألا ترى إلى قوله تعالى: ﴿فَأَعْقَبَهُمْ نِفَاقًا فِي قُلُوبِهِمْ إِلَى يَوْمِ يَلْقَوْنَهُ﴾ والمنافق لا يرى ربه ﴿وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ مُلَاقُوهُ﴾ ويتناول الكافر والمؤمن" (٢).
قال ابن عادل الحنبلي: "المعتزلة: لفظ اللِّقاء لا يفيد الرؤية، لقوله تعالى: ﴿فَأَعْقَبَهُمْ نِفَاقًا فِي قُلُوبِهِمْ إِلَى يَوْمِ يَلْقَوْنَهُ﴾ " (٣).
قال النيسابوري: " ﴿الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلَاقُو رَبِّهِمْ﴾ استدل أهل السنة بالآية على جواز رؤية الله تعالى، وأنكرها المعتزلة قالوا: اللقاء لا يفيد الرؤية لقوله تعالى: ﴿فَأَعْقَبَهُمْ نِفَاقًا فِي قُلُوبِهِمْ إِلَى يَوْمِ يَلْقَوْنَهُ﴾ والمنافق لا يرى ربه، ولقوله: ﴿وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ مُلَاقُوهُ﴾ [سورة البقرة: ٢٢٣] ويشمل الكافر والمؤمن" (٤).
• دراسة المسألة:
من أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة: إثبات رؤية المؤمنين لربهم ﵎ يوم القيامة، بخلاف أهل البدع من المعتزلة والشيعة الذين يتركون المحكم من النصوص الدالة على إثبات الرؤية، ويتبعون المتشابه ليُنكروا رؤية الله تبارك تعالى.
ومن المتشابه الذي يتبعونه من النصوص ليُنكروا رؤية الله ﵎: قوله تعالى عن المنافقين: ﴿فَأَعْقَبَهُمْ نِفَاقًا فِي قُلُوبِهِمْ إِلَى يَوْمِ يَلْقَوْنَهُ بِمَا أَخْلَفُوا اللَّهَ مَا وَعَدُوهُ وَبِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ﴾.
قالوا: إن اللقاء في هذه الآية لا يفيد رؤيته تعالى، للإجماع على أن الكفار لا يرونه
(١) مفاتيح الغيب: الرازي (٣/ ٤٩١). (٢) البحر المحيط: أبو حيان (١/ ٥٠٧). (٣) اللباب: ابن عادل الحنبلي (٢/ ٣٨). (٤) غرائب القرآن: النيسابوري (١/ ٢٧٨).