للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

[المبحث الثاني الصيغ غير الصريحة]

كما أن القاسمي له تعقبات صريحة على من سبقه من الأعلام والمفسرين، إلا أن له كذلك صِيغًا تتضمن تعقبات غير صريحة على من سبقه وهي تدنو درجة على سابقتها من التعقبات الصريحة، يُفهم منها النقد والرد وعدم الرضا، وأكثرها تتلخص في الصيَغ التالية:

[١ - أن يذكر قول المتعقب عليه ثم يعقبه بعبارة: (فيه نظر)، ومن ذلك]

أ - عند تفسيره لقوله تعالى: ﴿فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ﴾ [سورة النساء: ٦٥] ذكر ما ورد في التفسير المنسوب لابن عباس ما ذكر في قصة حاطب بن أبي بلتعة (١) وتلقيبه بالمنافق (٢). فقال مُعَقِّبًا: "وفي صحة هذا عن ابن عباس نظر. وكيف؟ وقد كان من البدريين. وقد انتفى النفاق عمن شهدها" (٣).

ب - وفي معرض كلامه عن مكية سورة المائة ومدنيتها، أورد قول الشهاب الخفاجي: السورة مدنية، إلا قوله تعالى: ﴿الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ … إلخ﴾ [سورة المائدة: ٣]، فإنها نزلت بمكة (٤). فعقَّب عليه القاسمي بقوله: "أقول: في كلامه نظران: … ألخ" (٥).

٢ - أن يذكر قول المُتعقب عليه ويصفه بعبارة: (لا يتعلق به كبير فائدة، لا حاجة له)، ومن ذلك:

أ - عند تفسيره لقوله تعالى: ﴿وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُوا


(١) وهو: حاطب بن أبي بلتعة اللخمي المكي، من مشاهير المهاجرين؛ شهد بدرا والمشاهد، وكان تاجرا في الطعام، له عبيد، وكان من الرماة الموصوفين، كان حسن الجسم، خفيف اللحية، مات سنة ٦٨ هـ. ينظر: سير أعلام النبلاء: الذهبي (٢/ ٤٣).
(٢) تنوير المقباس: الفيروز آبادي (ص: ٧٣).
(٣) محاسن التأويل: القاسمي (٥/ ١٣٦٥).
(٤) حاشية الشهاب: الخفاجي (٣/ ٢٠٨).
(٥) محاسن التأويل: القاسمي (٦/ ١٧٨٨)، وسيأتي المزيد من الأمثلة في الدراسة التطبيقية.

<<  <  ج: ص:  >  >>