الثاني: التعبير بالزائد في القرآن يوهم ظاهره وقوع مالا فائدة منه في القرآن، وكلام الله منزه عن ذلك.
يقول الزركشي: "واعلم أن الزيادة واللغو من عبارة البصريين والصلة والحشو من عبارة الكوفيين، والأولى اجتناب مثل هذه العبارة في كتاب الله تعالى" (٢).
الثالث: تعليل القاسمي لتعقبه يؤيده قول الآلوسي: "ولا يخفى أن تأكيد (لا) وتكريرها يبعد القول بزيادتها" (٣).
• النتيجة:
بعد عرض ما تقدم من أقوال المفسرين في هذه المسألة، يظهر أن الصواب هو أن (لا) في قوله تعالى: ﴿لِكَيْلَا تَحْزَنُوا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلَا مَا أَصَابَكُمْ﴾ ثابتة أصلية، لما تقدم من الأوجه ومن كلام المفسرين، والقول بأنها زائدة بعيد، والله أعلم.
(١) مجموع الفتاوى: ابن تيمية (١٦/ ٥٣٧)، بتصرف. (٢) انظر: البرهان في علوم القرآن: الزركشي (٣/ ٧٢). (٣) روح المعاني: الآلوسي (٥/ ٦٦).