قال القاسمي: أقول: كون المنفي من الإدراك في هذه الآية هو الإدراك الدنيوي خاصة، لا يحتاج إلى حجة ولا برهان. ومن فهم من بعض الفرق، كالمعتزلة، من هذه الآية أن المنفي هو الإدراك في النشأتين، فقد نادى على نفسه بالجهل بما دل عليه كتاب الله تعالى وسنة رسوله ﷺ المتواترة (١).
• أقوال أهل العلم في كون المنفي من الإدراك في قوله تعالى: ﴿لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ﴾:
القول الأول: أن المنفي هو الإدراك في الدنيا خاصة.
القول الثاني: أن المنفي هو الإدراك في الدنيا والآخرة.
أصحاب القول الأول: أهل السنة والجماعة:
الطبري:" والصواب من القول في ذلك عندنا، ما تظاهرت به الأخبار عن رسول الله ﷺ أنه قال: "إنكم سترون ربكم يوم القيامة كما ترون القمر ليلة البدر"، فالمؤمنون يرونه، والكافرون عنه يومئذ محجوبون، كما قال جل ثناؤه: ﴿كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ﴾ [سورة المطففين: ١٥] "(٢).
السمعاني:"معنى قوله: ﴿لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ﴾ يعني: في الدنيا، هو يرى الخلق، ولا يراه الخلق في الدنيا"(٣).
(١) محاسن التأويل: القاسمي (٦/ ٢٤٤٧). (٢) جامع البيان: الطبري (٩/ ٤٦٣). (٣) تفسير القرآن: السمعاني (٢/ ١٣٣).