قال بعض مفسري الزيدية: المحبة هاهنا بمعنى الإباحة. لا أن ذلك يريده الله تعالى (١).
قال القاسمي: أقول: هذه نزغة اعتزالية (٢).
• أقوال أهل العلم في إرادة الله تعالى وقوع الشر والمعاصي:
القول الأول: أن كل شيء واقع بإرادة الله تعالى، فهو سبحانه يُقدر الخير والشر.
القول الثاني: أن الله تعالى يُقدر الخير دون الشر، وما يقع من الشر ليس بإرادة الله تعالى.
أصحاب القول الأول: وهم أهل السنة:
ابن عباس: قال له رجل: إن ناسا يقولون: إن الشر ليس بقدر، فقال:"فبيننا وبين أهل القدر هذه الآية: ﴿سَيَقُولُ الَّذِينَ أَشْرَكُوا لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا أَشْرَكْنَا﴾ حتى ﴿فَلَوْ شَاءَ لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ﴾ والعجز والكيس بقدر"(٣).
ابن القيم:"الشر ليس إلى الرب تعالى بوجه من الوجوه لا في ذاته ولا في أسمائه ولا في صفاته ولا في أفعاله وإنما يدخل الشر الجزئي الإضافي في المقضي المقدر ويكون شرا بالنسبة إلى محل وخيرا بالنسبة إلى محل آخر"(٤).
(١) انظر: التهذيب في التفسير: الحاكم الجشمي (٣/ ١٨٠٦). (٢) محاسن التأويل: القاسمي (٥/ ١٦٢٨). (٣) أخرجه عبد الرزاق في مصنفه، كتاب الجامع، باب القدر، برقم: (٢١١٣٩)، وأخرجه ابن بطة في الإبانة الكبرى، كتاب القدر، باب ذكر ما أعلمنا الله تعالى أن مشيئة الخلق تبع لمشيئته، برقم: (١٢٩٤). (٤) شفاء العليل: ابن القيم (ص: ٢٦٩).