للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

ابن العربي: " وقد روى أنس عن النبي في قوله: ﴿خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ﴾ قالوا: «صلوا في النعال»، ولم يصح ذلك" (١).

الآلوسي: ونَسبَ بيتُ الكذب إلى الصادق رضي اللهـ تعالى عنه أن أخذ الزينة التمشُّط، كأنه قيل: تمشطوا عند كل صلاة، ولعل ذلك من باب الاقتصار على بعض الزينة، وليس المقصود حصرها فيما ذكر.

ومثل ذلك ما أخرجه ابن عدي وابن مردويه عن أبي هريرة قال: قال رسول الله «خذوا زينة الصلاة، قالوا: وما زينة الصلاة؟ قال: البسوا نعالكم فصلوا فيها» (٢).

• دراسة المسألة:

من خلال التتبع والنظر فيما ذكره المفسرون وأوردوه مما روي في تفسير الآية، وما ورد في نزولها، يتبين أن الصواب هو ما عليه جمع من المفسرين من أن الآية نزلت في لبس الثياب، وليس في لبس النعل (٣)، وذلك من وجهين:

الوجه الأول: أن الروايات الواردة في نزول الآية في لبس الثياب صحيحة الإسناد، ويجب الأخذ بها، ومن ذلك: ما أخرجه مسلم في صحيحه من حديث ابن عباس أنه قال: " كانت المرأة تطوف بالبيت وهي عريانة، فتقول: من يعيرني تِطوافا؟ تجعله على فرجها، وتقول:

الْيَوْمَ يَبْدُو بَعْضُهُ أَوْ كُلُّهُ … فَمَا بَدَا مِنْهُ فَلا أُحِلُّهُ

فنزلت هذه الآية: ﴿خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ﴾ (٤).

وأخرج ابن جرير الطبري في تفسيره عن ابن عباس قال: «كانت المرأة تطوف بالبيت


(١) أحكام القرآن: ابن العربي (٢/ ٣٠٩).
(٢) روح المعاني: الآلوسي (٩/ ٨٤).
(٣) وإلى هذا ذهب ابن جرير الطبري في تفسيره (١٠/ ١٤٩) والسمعاني في تفسيره (٢/ ١٧٧)، والبغوي في تفسيره (٣/ ٢٢٥)، وابن الجوزي في تفسيره (٢/ ١١٢)، وغيرهم.
(٤) أخرجه مسلم، كتاب التفسير، باب في قوله تعالى: ﴿خذوا زينتكم عند كل مسجد﴾، برقم: (٣٠٢٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>