للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

الثاني: أن ما روي عن ابن عباس : "كان أقصر قوم عاد سبعين ذراعا وأطولهم مائة ذراع" (١)، من رواية الكلبي، عن أبي صالح. وكلاهما ضعيف، وقد تقدم الحديث عن ضعف هذا الإسناد (٢).

الثالث: من حيث الواقع المشاهد: فالتفاوت بين الشعوب والأمم في أطوال الجسم وأحجامها من الأمور المعتادة، فإن الأمم ليست متساوية في ضخامة الجسم وطوله وقوته، بل تتفاوت لكن تفاوتا قريبا، ومما يدل على أن أجسام من سلف كأجسامنا لا تتفاوت عنها تفاوتا كبيرا: مساكن ثمود قوم صالح الباقية، وقوم ثمود مقاربين لقوم عاد، ومساكن قوم ثمود ما زالت حتى الآن ماثلة ومعروفة في ديار ثمود قوم صالح، وهي عبارة عن كتل من الجبال منحوتة من الداخل، فقد كانوا ينحتون من الجبال بيوتا، مما يدل على عظم بأس هؤلاء القوم، وشدة تمكنهم في هذه الأشياء، لكن مع ذلك نلاحظ أن قاماتهم تدل عليها الحجرات وارتفاعاتها، وهذه الأشياء تدل على أن قامتهم كانت معتدلة، وليست بالطول البالغ إلى الحد (٣).

• النتيجة:

من خلال ما تقدم ذكره من أقوال أهل العلم في هذه المسألة يظهر أن الصواب هو ما عليه أصحاب القول الأول من أن قوم عاد كانوا يزيدون قوة وطولاً على غيرهم من الأمم بقدر ما هو معقول، لما تقدم بيانه من الأوجه الدالة على ذلك، والله أعلم.


(١) أخرجه أبي الشيخ الأصبهاني في العظمة (٥/ ١٥٢٠).
(٢) انظر: ما تقدم الحديث عن ضعف هذه الرواية في مسألة: (٤٩) ص: (٣٩١).
(٣) انظر: تفسير القرآن الكريم: المقدم (٦٤/ ٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>