قال القاسمي: وأما زعم المعتزلة أن الرؤية مجاز عن العلم الضروري، فمعنى قوله: ﴿أَرِنِي﴾ أي: اجعلني عالما بك علما ضروريا- خلاف الظاهر. فإن النظر الموصول بـ (إلى) نص في الرؤية البصرية فلا يترك بالاحتمال، مع أن طلب العلم الضروري لمن يخاطبه ويناجيه غير معقول. وكذا زعمهم أن موسى ﵇، كان سألها لقومه حيث قالوا: ﴿لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً﴾ [سورة البقرة: ٥٥]، فسأل ليعلموا امتناعها- فإنه خلاف الظاهر، وتكلف يذهب رونق النظم، فترده ألفاظ الآية (١).
• أقوال أهل العلم في معنى الرؤية في قوله تعالى: ﴿أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ﴾ من حيث الحقيقة والمجاز:
القول الأول: أن المعنى حقيقي، والمراد: اجعلني أنظر إليك ببصري.
القول الثاني: أن المعنى مجازي، والمراد: اجعلني عالمًا بك علمًا ضروريًا.
أصحاب القول الأول: وهم أهل السنة والجماعة:
الزجاج:" ﴿قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ﴾ أي قد خاطبتني من حيث لا أراك، والمعنى أرني نفسك"(٢).