للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

١١١ - قوله تعالى: ﴿وَلَمَّا جَاءَ مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَنْ تَرَانِي وَلَكِنِ انْظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ مُوسَى صَعِقًا فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ﴾ [سورة الأعراف: ١٤٣].

قال القاسمي: وأما زعم المعتزلة أن الرؤية مجاز عن العلم الضروري، فمعنى قوله: ﴿أَرِنِي﴾ أي: اجعلني عالما بك علما ضروريا- خلاف الظاهر. فإن النظر الموصول بـ (إلى) نص في الرؤية البصرية فلا يترك بالاحتمال، مع أن طلب العلم الضروري لمن يخاطبه ويناجيه غير معقول. وكذا زعمهم أن موسى ، كان سألها لقومه حيث قالوا: ﴿لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً﴾ [سورة البقرة: ٥٥]، فسأل ليعلموا امتناعها- فإنه خلاف الظاهر، وتكلف يذهب رونق النظم، فترده ألفاظ الآية (١).

• أقوال أهل العلم في معنى الرؤية في قوله تعالى: ﴿أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ﴾ من حيث الحقيقة والمجاز:

القول الأول: أن المعنى حقيقي، والمراد: اجعلني أنظر إليك ببصري.

القول الثاني: أن المعنى مجازي، والمراد: اجعلني عالمًا بك علمًا ضروريًا.

أصحاب القول الأول: وهم أهل السنة والجماعة:

الزجاج: " ﴿قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ﴾ أي قد خاطبتني من حيث لا أراك، والمعنى أرني نفسك" (٢).


(١) محاسن التأويل: القاسمي (٧/ ٢٨٥٢).
(٢) معاني القرآن: الزجاج (٢/ ٣٧٣)، وانظر: تفسير القرآن: السمعاني (٢/ ٢١٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>