للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

حكم الله؛ فأجعله حكما" (١).

أصحاب القول الثاني:

الثعلبي: "قل لهم يا محمد: أفغير الله ﴿أَبْتَغِي﴾: أطلب ﴿حَكَمًا﴾: قاضيا بيني وبينكم، وذلك أنهم كانوا يقولون للنبي : اجعل بيننا وبينك حكما" (٢).

الواحدي: " ﴿أَبْتَغِي حَكَمًا﴾ قاضيا بيني وبينكم" (٣).

السمعاني: "قوله تعالى: ﴿أَفَغَيْرَ اللَّهِ أَبْتَغِي حَكَمًا﴾ لأنهم كانوا يقولون للنبي أجل بيننا وبينك حكما؛ وأجابهم بقوله: أفغير الله ابتغي حكما؟! " (٤).

الزمخشري: " ﴿أَفَغَيْرَ اللَّهِ أَبْتَغِي حَكَمًا﴾ على إرادة القول، أي قل يا محمد: أفغير الله أطلب حاكما يحكم بيني وبينكم، ويفصل المحق منا من المبطل" (٥).

• دراسة المسألة:

من خلال ذكر ما تقدم من أقوال أهل العلم في هذه المسألة، يظهر أن الصواب من أقوالهم هو ما ذهب إليه أصحاب القول الثاني من أن المراد من ابتغاء الحكم في الآية: طلب القضاء والحكم بين خصمين، وذلك من وجهين:

الأول: من حيث اللغة: فإن الحكم في اللغة هو من يتحاكم الناس إليه باختيارهم ويرضون بحكمه وينفذونه، فيكون المراد من الآية: أأطلب حكما غير الله تعالى يحكم بيني وبينكم في هذا الأمر غيره (٦).

والحكم أبلغ من الحاكم لأنه من عرف منه الحكم مرة بعد أخرى، والحاكم اسم فاعل


(١) كشف التنزيل: الحداد (٢/ ٧٧).
(٢) الكشف والبيان: الثعلبي (١٢/ ١٩٠)، وانظر: لباب التأويل: الخازن (٢/ ١٤٩).
(٣) الوجيز: الواحدي (ص: ٣٧١).
(٤) تفسير القرآن: السمعاني (٢/ ١٣٨)، وانظر: معالم التنزيل: البغوي (٣/ ١٨٠)
(٥) الكشاف: الزمخشري (٢/ ٦٠)، وانظر: أنوار التنزيل: البيضاوي (٢/ ١٧٩).
(٦) انظر: تفسير المنار: محمد رشيد رضا (٨/ ١٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>