أبو حيان:"الذي يظهر أن الزينة هو ما يُتَجمل به ويتزين عند الصلاة ولا يدخل فيه ما يستر العورة لأن ذلك مأمور به مطلقا ولا يختص بأن يكون ذلك عند كل مسجد"(٤).
أبو زهرة:" قوله تعالى: ﴿خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ﴾، معناه البسوا لباسا يكون فيه زينة وتجمل لكم"(٥).
• دراسة المسألة:
من خلال التتبع والنظر والاستقراء فيما ذكره المفسرون في المراد من الزينة في قوله تعالى: ﴿يَابَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ﴾ يتبين أن الصواب هو ما ذهب إليه أصحاب القول الأول من أن المراد: الثياب وستر العورة، وذلك من أوجه:
الأول: من حيث سبب النزول: فقد روى ابن جرير الطبري بسنده عن ابن عباس في قوله تعالى: ﴿خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ﴾ الآية، قال: " كان رجال يطوفون بالبيت عراة، فأمرهم الله بالزينة، والزينة: اللباس، وهو ما يواري السوأة، وما سوى ذلك من جيد البز
(١) لباب التأويل: الخازن (٢/ ١٩٤). (٢) انظر: النكت والعيون: الماوردي (٢/ ٢١٨)، وانظر: زاد المسير: ابن الجوزي (٢/ ١١٤)، وانظر: التسهيل: ابن جزي (١/ ٢٨٧)، وانظر: تفسير ابن رجب: طارق عوض الله (١/ ٤٧٨). (٣) مدارك التنزيل: النسفي (١/ ٥٦٤). (٤) البحر المحيط: أبو حيان (١٠/ ٧٠). (٥) زهرة التفاسير: أبو زهرة (٦/ ٢٨١٨).