قال القاسمي: وأما قول الخفاجي في قوله تعالى: ﴿فَلَا يُؤْمِنُونَ إِلَّا قَلِيلًا﴾: "كان الوجه فيه الرفع على البدل لأنه من كلام غير موجب"(١). وأبي السعود:"بأنه فيه نسبة القراء إلى الاتفاق على غير المختار"(٢) - فمردود بأن النصب عربي جيد. وقد قرئ به في السبع في (قليل) من قوله تعالى: ﴿مَا فَعَلُوهُ إِلَّا قَلِيلٌ مِنْهُمْ﴾ [سورة النساء: ٦٦] وفي (امرأتك) من قوله تعالى: ﴿وَلَا يَلْتَفِتْ مِنْكُمْ أَحَدٌ إِلَّا امْرَأَتَكَ﴾ [سورة هود: ٨١] كما قاله ابن هشام في التوضيح (٣).
• أقوال أهل العلم في إعراب قوله تعالى: ﴿إِلَّا قَلِيلًا﴾:
القول الأول: أن ﴿قَلِيلًا﴾ منصوب على الاستثناء، أو لمصدر محذوف.
القول الثاني: أن ﴿قَلِيلًا﴾ مرفوع على البدل، يعني: أبدل لفظ ﴿قَلِيلًا﴾ من قوله ﴿إِلَّا قَلِيلًا﴾ بكلمة (نفر) أي النفر القليل.
أصحاب القول الأول:
قال بعض المفسرين: ﴿إِلَّا قَلِيلًا﴾ منصوبٌ على الاستثناءِ من «لَعَنَهم» أي: لَعَنَهم الله إلا قليلاً منهم (٤).
(١) حاشية الشهاب على تفسير البيضاوي (٣/ ١٤٣). (٢) إرشاد العقل السليم: أبي السعود (٢/ ١٨٤). (٣) محاسن التأويل: القاسمي (٥/ ١٢٨٢). (٤) انظر: الوسيط: الواحدي (٢/ ٧٦)، وانظر: تفسير القرآن: السمعاني (١/ ٤٤٥)، وانظر: البحر المحيط: أبو حيان (٧/ ١١٣)، وانظر: الدر المصون: السمين الحلبي (٣/ ٦٩٩).