للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

أصحاب القول الثاني:

النحاس: ﴿مَا فَعَلُوهُ إِلَّا قَلِيلٌ مِنْهُمْ﴾ قرأ عبد الله بن عامر وعيسى بن عمر (إلا قليلا) على الاستثناء. وكذلك هو في مصاحف أهل الشام. الباقون بالرفع، والرفع أجود عند جميع النحويين" (١).

وكلا القراءتين متواترتان، ولعل أبو جعفر النحاس قدَّم قراءة الرفع على النصب لاحتمال عدم بلوغه اجماع أهل العلم على تسبيع القراءات لتقارب الزمن بينه وبين ابن مجاهد (٢)، أو أنه لا يُريد تقديم إحدى القراءتين على الأخرى من حيث القبول، وإنما من حيث اللغة فحسب، والله أعلم.

قال بعض المفسرين: ﴿مَا فَعَلُوهُ إِلَّا قَلِيلٌ مِنْهُمْ﴾ [سورة النساء: ٦٦] ارتفع ﴿قَلِيلٌ﴾ على البدل من الواو في ﴿فَعَلُوهُ﴾ كقولك: ما أتاني أحد إلا زيد ترفع زيدا على البدل من أحد (٣).

أبو شامة (٤): "وأما: ﴿مَا فَعَلُوهُ إِلَّا قَلِيلٌ مِنْهُمْ﴾؛ فالرفع فيه هو الوجه الأقوى عند النحويين على البدل من فاعل فعلوه" (٥).


(١) إعراب القرآن: النحاس (١/ ٢٢٤) بتصرف، وانظر: الجامع لأحكام القرآن: القرطبي (٦/ ٤٤٦)، وانظر: فتح القدير: الشوكاني (١/ ٥٦٠).
(٢) وهو: أحمد بن موسى بن العباس بن مجاهد المقرئ أبو بكر، كان شيخ القرّاء في وقته، والمقدم منهم على أهل عصره، مات في شعبان سنة ٣٢٤، ودفن في مقبرة باب البستان. ينظر: معجم الأدباء: الحموي (٢/ ٥٢٠).
(٣) انظر: الوسيط: الواحدي (٢/ ٧٦)، وانظر: تفسير القرآن: السمعاني (١/ ٤٤٥)، وانظر: المحرر الوجيز: ابن عطية (٣/ ٢١١)، وانظر: البحر المحيط: أبو حيان (٧/ ١١٤)، وانظر: الدر المصون: السمين الحلبي (٣/ ٦٩٩).
(٤) وهو: عبد الرحمن بن إسماعيل بن إبراهيم بن عثمان، الإمام العلامة ذو الفنون شهاب الدين أبو القاسم المقدسي الأصل الدمشقي الشافعي الفقيه المقرئ النحوي أبو شامة، مات سنة ٦٦٥ هـ. ينظر: الوافي بالوفيات: الصفدي (١٨/ ٦٧).
(٥) إبراز المعاني: أبو شامة (ص: ٤١٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>