ابن كثير:" كانت أم المؤمنين عائشة، ﵂، تثبت الرؤية في الدار الآخرة وتنفيها في الدنيا، وتحتج بهذه الآية: ﴿لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ﴾ "(١).
الشنقيطي:"المعنى ﴿لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ﴾ أي في الدنيا فلا ينافي الرؤية في الآخرة"(٢).
أصحاب القول الثاني: المعتزلة:
القاضي عبد الجبار:"فإن قيل: فما الدليل على أن الله تعالى لا يُرى؟ قيل له: لأن الله تعالى قد قال: ﴿لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ﴾ وإدراك الأبصار هو رؤية البصر"(٣).
الزمخشري:"المعنى أن الأبصار لا تتعلق به ولا تدركه، لأنه متعال أن يكون مبصرا في ذاته، لأن الأبصار إنما تتعلق بما كان في جهة أصلا أو تابعا، كالأجسام والهيئات"(٤).
• دراسة المسألة:
من أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة أنهم يُثبتون رؤية الله تعالى يوم القيامة، لما دلت عليه الأدلة الصريحة من الكتاب والسنة والإجماع، وقد خالف في ذلك المعتزلة فأنكروا رؤية الله تعالى، مستدلين بقوله تعالى: ﴿لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ﴾ وفسروا الادراك بالرؤية، فأنكروا رؤية الله تعالى، دون النظر في الأدلة الأخرى التي أثبتت ذلك.
وقد تعددت الأقوال في معنى الادراك الوارد في الآية، ولعل الراجح منها: أن المراد من الادراك الإحاطة وليس مجرد الرؤية فحسب (٥)، وقد توسع الإمام الطبري بإيراد ما ورد عن أهل العلم والمختار من أقوالهم (٦)، مما لا يسع المقام لذكره.
(١) تفسير القرآن العظيم: ابن كثير (٣/ ٥٨٦). (٢) دفع إيهام الاضطراب: الشنقيطي (ص: ١٣١). (٣) الأصول الخمسة: القاضي عبد الجبار (ص: ٧٤). (٤) الكشاف: الزمخشري (٢/ ٥٤). (٥) انظر: التفسير البسيط: الواحدي (٨/ ٣٣٠)، وانظر: معالم التنزيل: البغوي (٣/ ١٧٤)، وانظر: المحرر الوجيز: ابن عطية (٤/ ٩٤، ٩٥). (٦) انظر: جامع البيان: الطبري (٩/ ٤٥٩ - ٤٦٣).