للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

فمنهم كافر ومنهم مؤمن" (١).

البغوي: " ﴿فَلَوْ شَاءَ لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ﴾ فهذا يدل على أنه لم يشأ إيمان الكافر، ولو شاء لهداه" (٢).

ابن كثير: " ﴿فَلَوْ شَاءَ لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ﴾ فكل ذلك بقدرته ومشيئته واختياره، وهو مع ذلك يرضى عن المؤمنين ويبغض الكافرين" (٣).

الإيجي: " ﴿فَلَوْ شَاءَ لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ﴾ لكن شاء هداية قوم، وضلال آخرين، والمعنى وإذ قد ظهر ألا حجة لكم فلله الحجة لكن لا يهدي الله الكل إليها لعدم مشيئته، وله في ذلك حكم، ومصالح لا يهتدي إليها إلا من هداه الله" (٤).

أصحاب القول الثاني: وهم أهل البدع من المعتزلة وغيرهم:

القاضي عبد الجبار: "لو جاز أن يُقال أن الله ﷿ يُريد المعاصي، لجاز أن يُقال هو يُحبها، ويرضاها ويختارها، وقد أبان الله ذلك بقوله: ﴿وَلَا يَرْضَى لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ وَإِنْ تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ﴾ " (٥).

الزمخشري: "فمن علق وجود القبائح من الكفر والمعاصي بمشيئة الله وإرادته فقد كذب التكذيب كله، وهو تكذيب الله وكتبه ورسله، ونبذ أدلة العقل والسمع وراء ظهره" (٦).

• دراسة المسألة:

من المعلوم أن المتقرر عند أهل السنة والجماعة: أن ما يقع في الكون من خير أو شر،


(١) جامع البيان: الطبري (٩/ ٦٥٣).
(٢) معالم التنزيل: البغوي (٣/ ٢٠٢).
(٣) تفسير القرآن العظيم: ابن كثير (٣/ ٦٣٢).
(٤) جامع البيان: الإيجي (١/ ٥٩٠).
(٥) الأصول الخمسة: القاضي عبد الجبار (ص: ٨١).
(٦) الكشاف: الزمخشري (٢/ ٧٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>