قال ابن القيم في (إغاثة اللهفان) في الكلام على الفلاسفة: فذو القرنين كان رجلا صالحا موحدا لله تعالى يؤمن بالله تعالى وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر. وأما هذا المقدونيّ، فكان مشركا يعبد الأصنام هو وأهل مملكته. وكان بينه وبين المسيح نحو ألف وستمائة سنة. والنصارى تؤرخ له، وكان أرسطاطاليس (١) وزيره. وكان مشركا يعبد الأصنام (٢).
قال القاسمي: وفيه نظر. فإن المرجع في ذلك هم أئمة التاريخ وقد أطبقوا على أنه الإسكندر الأكبر ابن فيليس باني الإسكندرية، وأما دعوى أنه كان مشركا يعبد الأصنام، فغير مُسَلَّم، وإن كان قومه وثنيين، لأنه كان تلميذا لأرسطاطاليس (٣).
• أقوال أهل العلم في الإسكندر المقدونيّ (٤) من حيث تعظيمه للشرك وعبادة الأوثان:
القول الأول: أن الاسكندر المقدوني كان مشركا يعبد الأصنام.
القول الثاني: أن الاسكندر المقدوني كان يُنكر عبادة الأصنام.
(١) وهو: أرسطاطاليس بن الحكيم الفيثاغوري، وكان تلميذ افلاطون الحكيم، وكان افلاطون يقدمه على غيره من تلاميذه، وبه ختمت حكمه اليونانيين، وكان قد صحب الاسكندر. ينظر: بغية الطلب في تاريخ حلب: ابن العديم (٣/ ١٣٤١). (٢) إغاثة اللهفان: ابن القيم (٢/ ١٠٢٧، ١٠٢٨). (٣) محاسن التأويل: القاسمي (١١/ ٤١٠٧). (٤) وهو: الإسكندر بن فيلبس المقدوني الَّذِي غزا دارا بن دارا ملك الفرس فِي عقر داره فاستلبه ملكه بعد إهلاكه وتخطاه إِلَى المشرق من الهند والصين فجرى لَهُ من الاستيلاء عَلَى تِلْكَ الجهات مَا شهدت بِهِ التواريخ. ينظر: إخبار العلماء: القفطي (ص: ٢٧).