ح - وعند تفسيره لقوله تعالى ﴿فَأَثَابَهُمُ اللَّهُ بِمَا قَالُوا جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاءُ الْمُحْسِنِينَ﴾ [سورة المائدة: ٨٥] عقّب على تعقب ابن كثير على قول ابن عباس ﵁ بأن: "نزول الآية في النجاشي وأصحابه، الذين حين تلا عليهم جعفر بن أبي طالب بالحبشة القرآن، بكوا حتى أخضبوا لحاهم. فيه نظر"(١)، فقال القاسمي:"إن نظره مدفوع"(٢).
خ - وعند تفسيره لقوله تعالى: ﴿وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ أَنْ يَقْتُلَ مُؤْمِنًا إِلَّا خَطَأً﴾ [سورة النساء: ٩٢] أورد قول أبي بكر الأصم المعتزلي (٣) وجمهور الخوارج، الذين أوجبوا الدية على القاتل لا على عاقلته. واحتجوا بوجوه خمسة عقلية. ساقها الفخر الرازي (٤).
ثم وصف القاسمي ﵀ هذه الأوجه بقوله:" أنها لا تُساوي فلسًا. إذ هي من معارضة النص النبوي بالرأي المحض، اللهم: إنا نبرأ إليك من ذلك. وقد غفلوا عن حكمة المشروعية على العاقلة التي بيناها"(٥).
[٢ - التصريح بقول:(زعم، زعموا)، ومن ذلك]
أ - عند تفسيره لقوله تعالى: ﴿وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ﴾ [سورة البقرة: ١٠٢] عقَّب على قول أبي مسلم (٦) الذي أورده الرازي في تفسيره بأن: "هاروت وماروت
(١) تفسير القرآن العظيم: ابن كثير (٣/ ٤٤٨)، بتصرف. (٢) محاسن التأويل: القاسمي (٦/ ٢١٢١). (٣) وهو: عبد الرحمن بن كيسان أبو بكر الأصم المعتزلي، كان من أفصح الناس وأورعهم وأفقههم وله تفسير عجيب، مات سنة: إحدى ومائتين. ينظر: لسان الميزان: ابن حجر (٥/ ١٢١) (٤٦٧٣). (٤) انظر: مفاتيح الغيب: الرازي (١٠/ ١٧٨). (٥) محاسن التأويل: القاسمي (٥/ ١٤٤٧). بتصرف (٦) وهو: محمد بن بحر الأصفهاني، أبو مسلم، من بلغاء الكتاب، عالم بالتفسير وبغيره من صنوف العلم، معتزلي، من كتبه "جامع التأويل لمحكم التنزيل"، مات سنة: ٣٢٢ هـ. ينظر: معجم المفسرين: عادل نويهض (٢/ ٤٩٨).