ث - وعند تفسيره لقوله تعالى: ﴿إِذْ قَالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ قَالَ أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ [سورة البقرة: ١٣١] عقَّب على قول الزمخشري (٣)، بأن الآية تُحمل على المجاز من أن المعنى: "أخطر بباله دلائل التوحيد المؤدية إلى المعرفة الداعية إلى الإسلام" (٤). ووصف القاسمي ﵀ هذا القول أنه: "ليس بشيء" (٥).
ج - وعند تفسيره لقوله تعالى: ﴿وَلَكِنْ لَعَنَهُمُ اللَّهُ بِكُفْرِهِمْ فَلَا يُؤْمِنُونَ إِلَّا قَلِيلًا﴾ [سورة النساء: ٤٦] أورد قول الخفاجي (٦) بأن قوله: ﴿إِلَّا قَلِيلًا﴾ "كان الوجه فيه الرفع على البدل لأنه من كلام غير موجب - أي: غير ثابت -" (٧). وأبي السعود (٨): "بأن فيه نسبة القراء إلى الاتفاق على غير المختار" (٩). وعقَّب عليهما بأن "قولهما مردود بأن النصب عربي جيد. وقد قرئ به في السبع في (قليلٌ) من قوله تعالى: ﴿مَا فَعَلُوهُ إِلَّا قَلِيلٌ﴾ [سورة النساء: ٦٦] " (١٠).
(١) الإكليل في استنباط التنزيل: السيوطي (ص: ١١٩). (٢) محاسن التأويل: القاسمي (٦/ ٢٣٦٣). بتصرف. (٣) وهو: أبو القاسم محمود بن عمر بن محمد الزمخشري، كبير المعتزلة، صاحب الكشاف، كان رأسا في البلاغة والعربية والمعاني والبيان، مات سنة ثمان وثلاثين وخمس مائة. ينظر: سير أعلام النبلاء: الذهبي (٢٠/ ١٥١ - ١٥٥). (٤) الكشاف: الزمخشري (١/ ١٩١). بتصرف. (٥) محاسن التأويل: القاسمي (١/ ٢٦٣). (٦) وهو: أحمد بن محمد شهاب الدين الخفاجي المصري، قاضي القضاة، الفقيه، الأديب، الطبيب، وصاحب التصانيف في الأدب واللغة والسير، مات سنة: ١٠٦٩ هـ. ينظر: معجم المفسرين: عادل نويهض (١/ ٧٤، ٧٥). (٧) وسيأتي مزيد من البيان من المراد من الرفع على البدل عند الدراسة (٨) محاسن التأويل: القاسمي (١/ ٢٦٣). (٩) إرشاد العقل السليم: أبي السعود (٢/ ١٨٤). (١٠) محاسن التأويل: القاسمي (٥/ ١٢٨٢).