للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

الكفر والشقاق والنفاق، والله أعلم (١).

الثاني: أن القول الأول يتميز بأنه مأثور عن بعض السلف، الذين نطق الوحي المبين بفضلهم، وهم أعلم الناس بكتاب الله ممن جاء بعدهم.

الثالث: أنه قد تقرر عند أهل التفسير قاعدة جليلة وهي أنه: "إذا احتمل اللفظ معاني عدة ولم يمتنع إرادة الجمع، حمل عليها" (٢). وهنا نجد أن جميع الأوجه يحتملها اللفظ.

يقول النيسابوري في تفسير الآية: "والأولى حمل الآية على الكل لأنه يوم تبلى السرائر فلا جرم تظهر الفضائح والقبائح وتنكشف الأسرار وتنهتك الأستار" (٣).

ويقول أبو زهرة بعد إيراده للآراء: "وأحسب أن المعاني مستقيمة، ولا مانع من جمعهم، فالنص يعمهم" (٤).

ويقول العثيمين بعد إيراده للأقوال: فإن قيل: هل يمكن أن نقول: إن الآية شاملة للمعنيين؟

فالجواب: نعم؛ لأنه لا منافاة، والقرآن الكريم عظيم تأتي فيه الآيات والجمل والكلمات تحتمل معاني متعددة، ولكن القرآن لعظمته يتسع لكل هذه المعاني، ما لم يكن بعضها منافيا لبعض، فإن كان بعضها منافيا لبعض طلب الترجيح (٥).

• النتيجة:

من خلال عرض ما تقدم من أقوال أهل العلم في هذه المسألة، يتبين أن ما ورد في بيان ما كان يُخفيه المشركون يوم القيامة سواء الشرك أو إنكار البعث أو النفاق أو ما في معنى ذلك، من أن جميعه محتمل ويُمكن حمل الآية عليه، لما تقدم بيانه، وأن ما ذهب إليه أبي السعود له حظ من النظر كذلك، والله أعلم.


(١) انظر: تفسير القرآن العظيم: ابن كثير (٣/ ٥٢٩).
(٢) مختصر في قواعد التفسير: خالد السبت (ص: ٢٩).
(٣) غرائب القرآن: النيسابوري (٣/ ٦٧).
(٤) زهرة التفاسير: أبو زهرة (٥/ ٢٤٧٧)، بتصرف.
(٥) انظر: تفسير القرآن الكريم (سورة الأنعام): العثيمين (ص: ١٤٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>