للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

يكذبه قومه، بل كذبه القبط وقومه به مؤمنون" (١).

القرطبي: " ﴿وَكُذِّبَ مُوسَى﴾ أي: كذبه فرعون وقومه. فأما بنو إسرائيل فما كذبوه، فلهذا لم يعطِفه على ما قبله فيكون: وقوم موسى" (٢).

أصحاب القول الثاني:

ظاهر قول السمرقندي: " ﴿وَكُذِّبَ مُوسَى﴾ كذبه قومه" (٣).

ظاهر قول أبي السعود: " ﴿وَكُذِّبَ مُوسَى﴾ غير النظم الكريم بذكر المفعول وبناء الفعل له لا لأن قومه بنو إسرائيل وهم لم يكذبوه وإنما كذبه القبط لما أن ذلك إنما يقتضي عدم ذكرهم بعنوان كونهم قوم موسى لا بعنوان آخر على أن بني إسرائيل أيضا قد كذبوه مرة بعد أخرى حسبما ينطق به قوله تعالى: ﴿لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً﴾ ونحو ذلك من الآيات الكريمة بل للإيذان بأن تكذيبهم له كان في غاية الشناعة لكون آياته في كمال الوضوح" (٤).

• دراسة المسألة:

ومن خلال التأمل والنظر واستقراء ما ذكره المفسرون وأهل العلم في هذه المسألة، يتبين أن الصواب هو ما ذهب إليه أصحاب القول الأول من أن المراد من القوم الذين كذبوا موسى في قوله تعالى: ﴿وَكُذِّبَ مُوسَى﴾ هم: القبط من فرعون وقومه، وذلك من أوجه:

الأول: أن هذا القول هو المأثور عن بعض من السلف، ولا يُعلم لهم مخالف.

فقد روي عن مقاتل أنه قال: ﴿وَأَصْحَابُ مَدْيَنَ﴾ يعني: قوم شعيب ، كل هؤلاء كذبوا رسلهم، ﴿وَكُذِّبَ مُوسَى﴾ يعني: عُصِيَ موسى ؛ لأنه وُلِد


(١) المحرر الوجيز: ابن عطية (٧/ ٦٥).
(٢) الجامع لأحكام القرآن: القرطبي (١٤/ ٤١٤)، وانظر: أنوار التنزيل: البيضاوي (٤/ ٧٣)، وانظر: مدارك التنزيل: النسفي (٢/ ٤٤٤).
(٣) تفسير يحيى بن سلام (١/ ٣٨١).
(٤) إرشاد العقل السليم: أبو السعود (٦/ ١١٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>