للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:
مسار الصفحة الحالية:

[سورة الأنعام]

٨٤ - قوله تعالى: ﴿قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ ثُمَّ انْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ﴾ [سورة الأنعام: ١١].

قال القاسمي: لطيفة: وقع هنا ﴿ثُمَّ انْظُرُوا﴾. وفي النمل: ﴿قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا﴾ [سورة النمل: ٦٩]. وكذا في العنكبوت. فتكلف بعضهم لتخصيص ما هنا بـ (ثم)، كما هو مبسوط في (العناية) (١)، مع ما عليه. ونقل عن بعضهم أن السير متحد فيهما، ولكنه أمر ممتد، يعطف بالفاء تارة، نظرا لآخره، وبـ (ثم) نظرا لأوله، ولا فرق بينهما (٢).

• أقوال أهل العلم في تخصيص الآية بـ (ثم) عن غيرها بالفاء:

القول الأول: أن الفاء في الآيات الأخرى تدل على أن السير يؤدي إلى النظر على الفور، فيقع موقعه، فالفاء تفيد التعقيب، بخلاف (ثم) فإنها تفيد التراخي، فإنه لم يجعل النظر واقعا عقب السير متعلقا وجوده بوجوده، بل بعث على سير بعد سير.

القول الثاني: أن الفاء في الآيات يُراد منها: إظهار السببية، وأما دخول (ثم) في الآية فللتنبيه على أن النظر هو المقصود من السير، وأن السير وسيلة إليه لا غير.

أصحاب القول الأول:

الخطيب الإسكافي (٣): "إن قوله: ﴿قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا﴾، يدل على أن السير يؤدي إلى النظر فيقع بوقوعه، وليس كذلك (ثم) ألا ترى الفاء وقعت في الجزاء، ولم تقع فيه (ثم) " (٤).


(١) سيأتي إيراده من كلام التفتازاني.
(٢) محاسن التأويل: القاسمي (٦/ ٢٢٥٣).
(٣) وهو: محمد بن عبد الله الخطيب الإسكافي أبو عبد الله اللغوي صاحب التصانيف أحد أصحاب الصاحب ابن عباد وكان من أهل أصبهان وخطيبا بالري، مات سنة ٤٨٥ هـ. ينظر: الوافي بالوفيات: الصفدي (٣/ ٢٧١).
(٤) درة التنزيل: الخطيب الإسكافي (٢/ ٤٩٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>