فظاهر هذا الحديث يدل على أن سبب صرف الجن عن استراق سمع السماء هو بعثة النبي ﷺ، والله أعلم.
ثانيًا: أن سياق الآية لا يتعارض مع هذا المعنى، بخلاف ما يقول القاسمي ﵀، فسياق الآيات وظاهرها يخبر الله تعالى أن الجن لما سمعوا القرآن آمنوا، ثم ولوا إلى قومهم منذرين، فأي مانع يمنع أن يكون سبب استراق السمع هو بعثة النبي، وأن تكون (إلى) في قوله: ﴿إِلَيْكَ﴾ تعليلية؟!.
• النتيجة:
بعد ذكر ما تقدم من أقوال أهل العلم في هذه المسألة، يتبين أن كلا المعنييْن محتمل، وأنه لا مانع بأن يكون المراد من قوله تعالى: ﴿وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ﴾ أي: لأجل بعثتك، فتكون (إلى) في قوله تعالى: ﴿إِلَيْكَ﴾ تعليلية، بخلاف ما ذهب إليه القاسمي ﵀، والله أعلم.
(١) أخرجه البخاري، كتاب تفسير القرآن، باب: ﴿قل أوحي إلي﴾، برقم: (٤٩٢١)، وأخرجه مسلم، كتاب الصلاة، باب: الجهر بالقراءة في الصبح، والقراءة على الجن، برقم: (٤٤٩).