قال القاسمي: حيث عُلِمَ أن الصادق المصدوق ﷺ فسر الآية بما تقدم فليعض عليه بالنواجذ وأما ما هذى به الزمخشري من قوله في تفسير الآية: أي لم يخلطوا إيمانهم بمعصية تفسقهم، وأبى تفسير الظلم بالكفر، لفظ (اللبس) أي: لأن لبس الإيمان بالشرك أي: خلطه به، مما لا يتصور، لأنهما ضدان لا يجتمعان (١) - على زعمه- فمدفوع بأنه يلابسه … إلخ (٢).
• أقوال أهل العلم في المراد من الظلم في قوله تعالى: ﴿وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ﴾:
القول الأول: أن المراد من الظلم في الآية: الشرك.
القول الثاني: أن المراد من الظلم في الآية: المعصية.
أصحاب القول الأول:
عامة السلف وهم: عبد الله بن مسعود ﵁، وابن عباس ﵁، وعلقمة، وإبراهيم النخعي، وسعيد بن جبير، وقتادة، ومجاهد، والسدي، وابن زيد، وغيرهم (٣).
عامة المفسرين وهم: الطبري (٤)، والثعلبي (٥)، والسمعاني (٦)، والبغوي (٧)، والقرطبي (٨)، وابن كثير (٩)، وغيرهم.
(١) انظر: الكشاف: الزمخشري (٢/ ٤٣). (٢) محاسن التأويل: القاسمي (٦/ ٢٣٨٩)، وسيأتي مزيد بيان، والتنبيه عليه. (٣) أخرج أقوالهم ابن جرير الطبري في تفسيره (٩/ ٣٧٠ - ٣٧٦)، ونحواً منها ابن أبي حاتم في تفسيره (٤/ ١٣٣٣). (٤) انظر: جامع البيان: الطبري (٩/ ٣٧٨). (٥) انظر: الكشف والبيان: الثعلبي (١٢/ ١٣٧). (٦) انظر: تفسير القرآن: السمعاني (١/ ١٣٦). (٧) انظر: معالم التنزيل: البغوي (٣/ ١٦٤). (٨) انظر: الجامع لأحكام القرآن: القرطبي (٨/ ٤٤٤). (٩) انظر: تفسير القرآن العظيم: ابن كثير (٣/ ٥٦٩).