للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

١٢٠ - قوله تعالى: ﴿يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ حَسْبُكَ اللَّهُ وَمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ﴾ [سورة الأنفال: ٦٤].

قال العلامة ابن القيم بعد إيراده لأوجه العطف في الآية: وفيها تقدير رابع، وهو خطأ من جهة المعنى، وهو أن يكون (من) في موضع رفع عطفا على اسم الله، ويكون المعنى: حسبك الله وأتباعك. وهذا، وإن قال به بعض الناس، فهو خطأ محض، لا يجوز حمل الآية عليه، فإن الحسب والكفاية لله وحده، كالتوكل والتقوى والعبادة … إلخ (١).

قال الخفاجي: وتضعيفه الرفع لا وجه له، فإن الفراء والكسائي رجّحاه، وما قبله وما بعده يؤيده. انتهى (٢).

قال القاسمي: وأقول: هذا من الخفاجيّ من الولع بالمناقشة، كما هو دأبه، ولو أمعن النظر فيما برهن عليه ابن القيّم وأيده بما لا يبقى معه وقفة، لما ضعفه. والفراء والكسائيّ من علماء العربية، ولأئمة التأويل فقه آخر. فتبصر، ولا تكن أسير التقليد (٣).

• مجمل أقوال أهل العلم في تقدير العطف في قوله تعالى: ﴿يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ حَسْبُكَ اللَّهُ وَمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (٦٤)﴾:

القول الأول: أن تكون الواو عاطفة لـ (من) على الكاف المجرورة، ويكون المعنى: حسبك الله وحسب من اتبعك من المؤمنين.

القول الثاني: أن (مَنْ) في موضع رفع عطفا على اسم الله، ويكون المعنى: حسبك الله وأتباعك من المؤمنين.


(١) زاد المعاد: ابن القيم (١/ ٩)، وأورد قول ابن القيم الشيخ سليمان بن عبد الله في تيسير العزيز الحميد (ص: ٤٣١).
(٢) انظر: عناية القاضي: الشهاب الخفاجي (٤/ ٢٨٨).
(٣) محاسن التأويل: القاسمي (٨/ ٣٠٣٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>