للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

سَكِينَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَبَقِيَّةٌ مِمَّا تَرَكَ آلُ مُوسَى وَآلُ هَارُونَ تَحْمِلُهُ الْمَلَائِكَةُ﴾ [سورة البقرة: ٢٤٨]، ينقل عن الأصحاح الخامس والعشرين من سفر الخروج (١)، وكذا عند تفسير قوله تعالى: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (١٨٣)[سورة البقرة: ١٨٣] ينقل عن سفر عزرا، الإصحاح الثاني، وينقل عن إنجيل متى، الإصحاح السادس (٢)، فهل يا تُرى نحن بحاجة إلى الاعتماد على نصوص تعرَّضت للتحريف والتغيير، وأين القاسمي من حديث جابر بن عبد الله رضي اللهـ تعالى عنه: أن عمر بن الخطاب أتى النبي بكتاب أصابه من بعض أهل الكتب، فقرأه النبي فغضب فقال: أمتهوكون فيها يا ابن الخطاب، والذي نفسي بيده لقد جئتكم بها بيضاء نقية لا تسألوهم عن شيء فيخبروكم بحق فتكذِّبوا به، أو بباطل فتصدقوا به، والذي نفسي بيده، لو أن موسى كان حيا ما وسعه إلا أن يتبعني" (٣).

ثالثًا: فيما يتعلق بالقراءات فإنه في بعض الأحيان يورد بعض القراءات دون نسبتها لقرائها فيذكرها بصيغة المبني للمجهول أو مالم يُسم فاعله، فيقول: قُرئ بكذا أو نحوه، فيتوهم القارئ أن هذه القراءة صحيحة، ثم يتبين له أنها شاذة، فيقع القارئ في اللبس، فيظن أنها صحيحة.

ومما يُمثل على ذلك: أن القاسمي عند تفسيره لقوله تعالى: ﴿وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ﴾ [سورة البقرة: ١٣٢] قال: "وقرئ ويعقوبَ بالنصب عطفا على بنيه" (٤)، وهذه قراءة طلحة وهي شاذة (٥)، وكذا في قوله تعالى: ﴿وَقَالُوا لَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلَّا مَنْ كَانَ هُودًا أَوْ نَصَارَى﴾ [سورة البقرة: ١١١] قال: "وقرئ ﴿إلا من كان يهوديا أو


(١) انظر: محاسن التأويل: القاسمي (٣/ ٦٤٦، ٦٤٧).
(٢) انظر: محاسن التأويل: القاسمي (٢/ ٤١٦ - ٤١٨).
(٣) أخرجه أحمد في مسنده (٢٣/ ٣٤٩) برقم: (١٥١٥٦)، وحسَّنه الألباني بمجموع طرقه في ظلال الجنة (١/ ٢٧).
(٤) محاسن التأويل: القاسمي (٢/ ٢٦٤).
(٥) انظر: القراءات الشاذة: ابن خالويه (ص: ٢٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>