نصرانيا﴾ " (١)، وهي قراءة أبي بن كعب، من القراءات الشاذة (٢).
رابعًا: يُلاحظ على القاسمي ﵀ في تفسيره لبعض الآيات التي تتعلق بالتفسير العلمي أنه يُفسرها بالنظريات العلمية، وهذا في الحقيقة مسلك خطير، لأن هذه النظريات العلمية لم تثبت صحتها يقينًا، بخلاف الحقائق الثابتة التي ثبتت يقينًا ولا أحد يُنكرها، وذلك أن المفسِّر قد يُصحح نظرية علمية استناداً على آية من كتاب الله تفيد ذلك، ثم يتبين للعلماء بطلان هذه النظرية، فيؤدي إلى التشكيك في صدق كتاب الله تعالى وتكذيبه، والتعرض له بالطعن من قبل أعداء الدين.
ومما يُمثّل على ذلك: أنه عند تفسير قوله تعالى: ﴿هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ﴾ [سورة البقرة: ٢٩] ذكر أن بعض علماء اللغة يرى أن العرب تستعمل لفظ سبع، وسبعين، وسبعمائة للمبالغة في الكثرة. فالعدد إذن غير مراد. وذهب بعض علماء الفلك إلى أن الحصر في السبع حقيقي وأن المراد: العالم الشمسي وحده دون غيره ..... وبذلك تتجلّى الآن معجزة واضحة جليّة. لأنه في عصر التقدّم والمدنية العربية، حينما كان العلم ساطعا على الأرض بعلماء الإسلام، كان علماء الفلك لا يعرفون من السيارات إلّا خمسا- بأسمائها العربية إلى اليوم- وهي: عطارد، الزهرة، المريخ، المشتري، زحل ..... ولمّا اكتشف بعد (بالتلسكوب) سيّار لم يكن معلوما، دعوه «أورانوس» ثم سيّر آخر سمّوه «نبتون» - صارت مجاميع السيارات سبعا، فهذا الاكتشاف- الذي ظهر بعد النبي ﷺ بألف ومائتي سنة- دلّ على معجزة القرآن، ونبوّة المنزل عليه ﷺ(٣).
وينقل عن بعض علماء الفلك: "إن المراد بالسموات السبع العالم الشمسي وحده دون غيره" (٤).