للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

أصحاب الكهف كانوا عجبا، بمعنى إثبات أنهم عجب، وتكون فائدة تقريره جمع نفسه للأمر، لأن جوابه أن يقول: لم أحسب ذلك، ولا علمته" (١).

الطيبي: " إن حُمل -يعني: الاستفهام في (أم) - على التنبيه أفاد التقرير، أي: هم عجبٌ من آياتنا فاعلمه، ولعل هذا أقرب؛ لأن الإضراب عن الكلام الأول إنما يحسن إذا كان الكلام الثاني أغرب وأحسن ليحصل الترقي" (٢).

أصحاب القول الثاني:

الطبري: "يقول تعالى ذكره لنبيه محمد : ﴿أَمْ حَسِبْتَ﴾ يا محمد ﴿أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كَانُوا مِنْ آيَاتِنَا عَجَبًا﴾، فإن ما خلقت من السماوات والأرض، وما فيهن من العجائب أعجب من أمر أصحاب الكهف" (٣).

النحاس: " ﴿أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ﴾ أي أبل حسبت أنهم كانوا من آياتنا عجبا وفي آيات الله ﷿ مما ترى أعجب منهم" (٤).

الثعلبي: " يعني: أظننت يا محمد، ﴿أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كَانُوا مِنْ آيَاتِنَا عَجَبًا﴾، يعني: ليسوا أعجب آياتنا فإن ما خلقت من السموات والأرضين وما فيهن من العجائب أعجب منهم" (٥).

مكي بن أبي طالب: "أم: هنا بمعنى: بل. والمعنى: ﴿أَمْ حَسِبْتَ﴾ يا محمد ﴿أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كَانُوا مِنْ آيَاتِنَا عَجَبًا﴾. فإن ما خلقت من السموات والأرض وما فيهن من العجائب أعجب من أصحاب الكهف" (٦).


(١) المحرر الوجيز: ابن عطية (٦/ ٣١٧)، بتصرف.
(٢) فتوح الغيب: الطيبي (٩/ ٤١٤).
(٣) جامع البيان: الطبري (١٥/ ١٥٥)، وانظر: تفسير القرآن العظيم: ابن كثير (٥/ ١٣٧).
(٤) إعراب القرآن: النحاس (٢/ ٢٨٩).
(٥) الكشف والبيان: الثعلبي (١٧/ ١٥)، وانظر: معالم التنزيل: البغوي (٥/ ١٤٤).
(٦) الهداية: مكي بن أبي طالب (٦/ ٤٣٢٧)، وانظر: إعراب القرآن: الأصبهاني (ص: ٢١٠)، وانظر: التبيان: أبو البقاء (٢/ ٨٣٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>