للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

الطيبي (١): "حذف المضاف، وأقيم المضاف إليه مقامه تفخيماً لشأنهم، وإنما قدر المضاف لأن قوله: ﴿بِإِذْنِهِ﴾ لا يستقيم من غير تقدير إذ لا يقول: الله يدعو بإذنه، ولأنه واقع في مقابل ﴿أُولَئِكَ يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ﴾، وهم أعداء الله، قوبل بأولياء الله" (٢).

النيسابوري: " المراد أن أولياء الله وهم المؤمنون يدعون إلى الجنة المغفرة وما يؤدي إليهما، فهم الذين تحب موالاتهم ومصاهرتهم وأن يؤثروا على غيرهم" (٣).

وقال بعض المفسرين: بأن المراد من الآية: وأولياء الله، بإقامة المضاف إليه مقام المضاف تعظيمًا لهم (٤).

أصحاب القول الثاني:

الطبري: " اقبلوا من الله ما أمركم به، فاعملوا به، وانتهوا عما نهاكم عنه، فإنه يدعوكم إلى الجنة. يعني بذلك: يدعوكم إلى العمل بما يدخلكم الجنة ويوجب لكم النجاة إن عملتم به من النار، وإلى ما يمحو خطاياكم أو ذنوبكم فيعفو عنها، ويسترها عليكم" (٥).

ابن كثير: " ﴿وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَى الْجَنَّةِ وَالْمَغْفِرَةِ بِإِذْنِهِ﴾ أي: بشرعه وما أمر به وما نهى عنه" (٦).

البقاعي: " ﴿وَاللَّهُ﴾ أي بعز جلاله وعظمة كماله ﴿يَدْعُو﴾ أي بما يأمر به ﴿إِلَى


(١) وهو: الحسين بن محمد بن عبد الله، شرف الدين الطيبي، من علماء الحديث والتفسير والبيان، كان شديد الردّ على المبتدعة، ملازما لتعليم الطلبة، آية في استخراج الدقائق من الكتاب والسنة، مات سنة ٧٤٣ هـ. ينظر: الأعلام للزركلي (٢/ ٢٥٦).
(٢) فتوح الغيب في الكشف عن قناع الريب: الطيبي (٣/ ٣٦٥).
(٣) غرائب القرآن: النيسابوري (١/ ٦١١).
(٤) انظر: مفاتيح الغيب: الرازي (٦/ ٤١٣)، وانظر: اللباب: ابن عادل الحنبلي (٤/ ٦٣)، وانظر: جامع البيان: الإيجي (١/ ١٥٥)، وانظر: إرشاد العقل السليم: أبي السعود (١/ ٢٢٢)، وانظر: فتح القدير: الشوكاني (١/ ٢٥٧)، وانظر: التحرير والتنوير: ابن عاشور (٢/ ٣٦٤).
(٥) جامع البيان: الطبري (٣/ ٧٢٠)، وانظر: الجامع لأحكام القرآن: القرطبي (٣/ ٤٧٤).
(٦) تفسير القرآن العظيم: ابن كثير (٢/ ١٥٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>